تنظيم "داعش"

كشفت وثائق عن إرسال تنظيم "داعش" مقاتلين من سورية والعراق إلى ليبيا، ليبحروا تجاه أوروبا كمهاجرين غير شرعيين، ليبدأ بعدها التنظيم في شن هجمات داخل القارة الأوروبية.

وذلك بحسب وثائق كتبها مسؤولًا إعلاميًا في التنظيم، أبو أرحيم الليبي، ويُعتقد أنَّه مختص بالدعاية الإلكترونية للتنظيم، وأهم أذرع التنظيم في ليبيا لتجنيد الأعضاء الجدد عبر الإنترنت، وقدم الدراسة باللغة الإنجليزية الباحث من مؤسسة "كويليام" البريطانية لمكافحة التطرف، تشارلي وينتر.

ووفقًا لما أوردته الدراسة فإن تنظيم "داعش" يخطط لاستغلال ليبيا لشن الحرب بكل أنحاء قارة أوروبا، مؤكدةً أنَّ المتشددين حصلوا على كميات هائلة من مخزون السلاح الليبي الذي اشتراه العقيد الراحل معمر القذافي لتتم السيطرة على ثلثي البلاد، حسبما ذكرت جريدة "الشرق الأوسط".

وفي الدراسة خرائط لما سمته ولايات ليبيا الإسلامية "برقة وفزان وطرابلس"، والآمال المطروحة في مد نفوذ التنظيم إلى الدول المجاورة "مصر وتونس والجزائر".

وأوضح أبوأرحيم الليبي أنَّ "ليبيا تمتلك إمكانات هائلة"، في إشارة إلى ترسانة الأسلحة المتاحة بها، والتي تم الاستيلاء عليها عقب سقوط العقيد الراحل معمر القذافي.

وأضاف أنَّ "نحو 300 ميل هي فقط المسافة الفاصلة بين ليبيا وجنوب السواحل الصليبية، ويمكن الوصول إليها باستخدام أبسط قارب بدائي".

ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من هوية المدعو أبوأرحيم الليبي، ويعتقد محللون أن كتاباته عن ليبيا مؤثرة وتجد لها صدى كبيرا وقراءة واسعة النطاق.

وكشف الباحث تشارلي وينتر أنَّ موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أغلق حساب أبوأرحيم عدة مرات سابقة، وأنَّه كلما فتح حسابًا جديدًا يحصل على آلاف المتابعين".

وأشار أبوأرحيم الليبي إلى أنَّ "التنظيم يمكنه استغلال عمليات الهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا، لدخول عناصره إلى القارة الأوروبية".

وتقول الدراسة أيضا إن الموقع الاستراتيجي لليبيا يمكنها من تخفيف الضغط على دولة "داعش" في العراق وسورية، بسبب مساحة ليبيا الشاسعة وتمتعها بجبال وحدود شاسعة تحد من مراقبة الطائرات، بالإضافة إلى أن ليبيا بها أكبر مستودع للأسلحة في الشرق الأوسط.

وتشير التقارير بحسب الوثائق إلى أنَّ أكثر من 20 مليون قطعة سلاح تم تهريبها إلى خارج ليبيا منذ مقتل القذافي.

ويأمل عناصر التنظيم المتطرف في إحكام سيطرتهم على الدول الواقعة شمال أفريقيا، ما سيمكنه بالتالي من السيطرة على البحر المتوسط، ومن ثم الإبحار باتجاه جنوب أوروبا.

والوثائق التي كتبها المسؤول الإعلامي للتنظيم تقترح استخدام سفن الهجرة غير الشرعية لنقل عناصر التنظيم إلى أوروبا.

وتشير الوثائق كذلك إلى أنَّ التنظيم يخطط لمهاجمة سفن الشحن البحري، التي تعبر البحر المتوسط باتجاه أوروبا والعكس.

وتضيف الدراسة "ليصبح هذا الحلم حقيقة يجب التحرك بسرعة إذ لا يمكن إغفال جزئية الوقت والحرب الإعلامية، ولا ننسى تحرك العملاء للتخلص من هذه الترسانة العسكرية وتسليمها للصليبيين"، مشيرةً إلى أنَّ أولى هذه المحاولات كانت أثناء الثورة الليبية، إذ تم تكوين فريق من شخصية تتبع وزارة الخارجية الأميركية ومعه 41 خبيرًا تقنيًا قدروًا وجود أكثر من 50 ألف صاروخ أرض - جو في ليبيا، وبدأت خطواتهم بتجميع الصواريخ المضادة للطيران (سام 7) التي كانت بحوزة الثوار في مختلف المناطق المحررة في ذلك الوقت ووضعت تحت الحراسة المشددة، وبلغ عددها 570 صاروخًا، ومن ثم قام فريق الخبراء بإتلافها".

وكانت ليبيا منذ فترة طويلة مركزًا رئيسيًا لهجرة غير الشرعية عبر قوارب تتجه إلى أوروبا، ولكن تصاعدت الأرقام بشكل كبير منذ انهيار نظام القذافي.

من جهة أخرى، حث وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، المجتمع الدولي على "تسريع وتيرة إيجاد حل سياسي للوضع الأمني المتدهور في ليبيا قبل فوات الأوان".

وأضاف جينتيلوني، أثناء حديثه في البرلمان، الأربعاء، أنَّه يجب على الأمم المتحدة "مضاعفة جهودها" لتعزيز الحوار السياسي بين الليبيين المنقسمين بين الميليشيات المتقاتلة والمنافسات القبلية.

وتتوقع الدراسة أن ينفذ المسلحون هجمات في دول جنوب أوروبا، وضد السفن التجارية في البحر الأبيض المتوسط، وتأتي هذه التقارير لتزيد من مخاوف الغرب بشأن تدهور الوضع الأمني في ليبيا.

ونقلت الصحافة البريطانية عن مدير المخابرات الخارجية السابق، السير جون سويرز، قوله إنَّ بريطانيا مطالبة بإرسال قوات برية إلى ليبيا "لمنع المتطرفين من استغلال الوضع في البلاد".

وكان وزير الداخلية الإيطالي كشف عن عبور أكثر من 200 ألف مهاجر غير شرعي نحو جزيرة لامبيدوزا، قادمين من ليبيا. ووصل العام الماضي عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى 17 ألفًا، من بينهم عشرات الآلاف من السوريين الهاربين من المعارك في بلادهم.