الدوري الجزائري

أطلّ على الجزائريين الميركاتو الشتوي، بلاعبين جدد ينتمون إلى بلدان لم يسبق للاعبيها أن احترفوا وجرّبوا حظهم في الدوري الجزائري، الذي يقال عنه بأنه دوري قوي ومشدود، ولا يمكن الفوز بمبارياته بسهولة، فما بالك بالسيطرة عليه بالطول والعرض كما هو الشأن في دوريات الجيران من مصر إلى المغرب مرورا بتونس، التي يمكن تحديد ثلاثة أندية ينحصر بينها اللقب، بينما في كل مرة يطلّ علينا بطل جديد في الدوري الجزائري وممثلون جدد في المنافسات الإفريقية.

 

الجزائر التي عرفت اللاعبين الجزائريين وخاصة حراس المرمى الأجانب منذ سبعينيات القرن الماضي في صورة الحارس البرتغالي كارلوس غوميز الذي حرس عرين شبيبة جيجل، واليوغوسلافي ماركوفيتش الذي حرس مرمى وداد تلمسان والتونسي كمال بن كرية الذي حرس مرمى مولودية قسنطينة، وكلهم من طينة الكبار، ثم عرفت الأفارقة في تسعينيات القرن الماضي مع ثنائي من بوركينا فاسو لعبا مع فريق اتحاد عين البيضاء ليبدأ الغيث الإفريقي ويبلغ ذروته، ولولا القانون الذي يمنع انتداب أكثر من لاعبين اثنين أجانب لكان نصف بعض الأندية من اللاعبين الأفارقة، حيث تنوّعوا في جنسياتهم ما بين الكامرون ومالي وكوت ديفوار والسينغال والبرازيل، ليصل الدور الآن إلى جنسيات جديدة وعلى رأسها زامبيا وكينيا والسودان.

 

الجميل في هذه الحكاية هو ضخ خمسة لاعبين دوليين من ليبيا وبمستوى رائع سيستفيد منهم أندية اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل ونصر حسن داي وشباب قسنطينة، هذا الأخير الذي استفاد من لاعبين اثنين من ذوي المستوى العالي.

 

وفاق سطيف الذي تربص في الشتاء في جنوب إسبانيا، وهو الفريق الذي اختار هذا الموسم التشبيب واللعب بمدرسته وبلاعبين شباب وموهوبين، فاجأ أنصاره بلاعب من زامبيا يدعى بريان مويلا، ولم يسبق للاعبين الزامبيين أن تقمصوا ألوان أندية جزائرية بسبب بعد زامبيا عن الجزائر جغرافيا، وعائق اللغة لأن زامبيا بلد أنجلوفوني، إضافة إلى كون الزامبيين لا يحترفون إلا في جنوب إفريقيا وفي أمريكا اللاتينية، كما اشتهر رئيس الاتحاد الزامبي ولاعبهم الشهير كالوشا بواليا باحترافه في المكسيك، وفاجأ فريق أهلي برج بوعريريج أنصاره ومتابعي الكرة الجزائرية بضم لاعب من دولة السودان يدعى الغربال وهو واحد من أشهر المهاجمين حاليا في السودان، وكان فريق البرج هو الوحيد الذي ضم منذ عشر سنوات مدافعا من البرتغال وهو لاعب أسمر أمضى سنتين في البرج وغادر، كما ضم الكامروني يونتشا وهو أحد أحسن الأفارقة الذين لعبوا في الجزائر، وفاجأت أيضا شبيبة القبائل بانتداب المهاجم الدولي مسعود جوما وهو لاعب من الطراز المحترم سبق له اللعب مع منتخب كينيا في كأس أمم إفريقيا وخرج منتخب بلاده من الدور الأول في مجموعة الجزائر، ويطرح هو أيضا مشكلة اللغة لأن اللغة الفرنسية غير شائعة في كينيا عكس الإنجليزية وحتى العربية المنتشرة في منطقة مومباسا.

 

عرقلت اللغة الفرنسية الكرة الجزائرية في الاتجاهين المتعاكسين، فمنذ أن استقلت الجزائر ولاعبو الخضر يبحثون عن الاحتراف في فرنسا وليس في دول أوربا الغربية الكبيرة، كما أن اللاعبين الأفارقة الذين يحترفون في الجزائر هم في الغالب من الدول الفرانكفونية التي يتكلم لاعبوها اللغة الفرنسية.

 

الجزء الأول من الدوري الجزائري كان متواضعا جدا وبعض مبارياته كانت في منتهى السوء، وحتى الداربي الجزائري الكبير بين مولودية العاصمة واتحاد الجزائر الذي له شهرة خارج الوطن، لم يلعب، ومنحت نقاطه لفريق المولودية، ومع انتداب لاعبين من مدارس جديدة مثل زامبيا والسودان وكينيا وليبيا وتونس قد يرتفع المستوى ونتابع مباريات كبيرة، خاصة أن احتمال إقصاء كل الأندية المشاركة في المنافسة القارية والعربية، وهي اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل وأتليتيك بارادو ومولودية العاصمة وارد، مما يعني أن البطولة ستسير من دون مباريات متأخرة أو تأجيل للمباريات، وقد يترتفع المستوى، وتبقى النقطة السوداء هي غياب الملاعب اللائقة بالمنافسة والمشاكل المالية التي تعاني منها العديد من الأندية، وما عدا ذلك فإن كل المؤشرات توحي بأننا سنتابع جزءا ثانيا من الدوري الجزائري من المستوى المقبول.

 

مع ارتفاع عدد أندية الدرجة الأولى في الموسم القادم وتسلم بعض الملاعب منها براقي ووهران وتيزي وزو وحتى ملعب 5 جويلية، بإمكان عشاق الكرة الجزائرية أن يحلموا باقتراب الفرج ولكن ليس في مرحلة العودة التي ستكون بوافدين جدد من بلاد جديدة على الكرة الجزائرية.

 

:قد يهمك ايضــــاً

 صلاح يثير الجدل بتغريدة غامضة عن اتحاد كرة القدم

 تركي آل الشيخ يداعب زيدان بـ"النطحة الشهيرة"