احتجاجات في المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بقسنطينة

عبر عمال وموظفو المدرسة الجهوية للفنون الجميلة "أحمد عكريش"  بقسنطينة، عن استيائهم من الإدارة، بسبب عدم تلقيهم أجرة شهر ديسمبر ومنحة المردودية، وهو الأمر الذي اعتبروه تمييزا بين عمال المؤسسات الثقافية، وطلبوا من والي قسنطينة التدخل شخصيا، وإيفاد لجنة تحقيق، بعدما حملوا محاسب المدرسة بالتسبب في هذه المعاناة والضائقة المالية التي لحقت بهم.

وصف عمال المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بقسنطينة، الحالة التي يعيشونها هذه الأيام بالمزرية، بل وأكثر من ذلك، هناك من اعتبرها مأساة، في ظل عدم تلقيهم رواتبهم العالقة لآخر شهر في السنة الفارطة، مؤكدين أن منهم من يعيشون وضعية صعبة، في ظل الديون المتراكمة عليهم، وأكدوا أن بعض العمال أصبحوا لا يجدون المال حتى من أجل التنقل يوميا إلى مكان عملهم.

طالب العمال الغاضبون من والي قسنطينة، بالتدخل العاجل وتسليط عقوبة على محاسب المدرسة، حيث كشفت بعض المصادر من أن هناك رغبة في الاستغناء عن خدمات هذا المحاسب، كما طالبوا بالكشف عن المتورط معه من الخزينة العمومية، معتبرين أن هذه التصرفات تهدف إلى معاقبتهم جماعيا، بعد موجة الاحتجاجات التي قاموا بها سابقا.

من جهته، أكد السيد عريبي زيتوني، مدير الثقافة بالولاية والمدير بالنيابة لهذه المدرسة، على تسوية الأمور، وأن رواتب العمال الخاصة بشهر ديسمبر، ستكون في جيوبهم خلال بضعة أيام فقط، مضيفا أنها تعطلت كما يحدث في أية شركة، وأن هذا الأمر ليس مقتصرا فقط على المدرسة الجهوية للفنون الجميلة.

حسب مدير المدرسة بالنيابة، فإن القضية وما فيها تتمثل في مشكل تقني وقع بين النظام المعلوماتي لبريد الجزائر ونظام المدرسة، حيث تمت إضافة ثلاثة أصفار في كل حساب بريدي، مضيفا أنه تدخل شخصيا وحل المشكل بتضافر الجهود، بالتنسيق مع محاسب المدرسة وأمانته، وأن سكرتيرة المحاسب عملت خلال يوم عطلتها، من أجل تدارك هذا المشكل التقني.

أكد عريبي زيتوني أن هناك بعض الأطراف التي استغلت هذا المشكل التقني، لتصفية الحسابات مع المحاسب، الذي يحسب على المدير السابق، مضيفا أنه لن يدخل في الصراعات الداخلية للمدرسة، وأنه لم يسجل أي خطأ على هذا الموظف، يستحق عليه العقاب، بعدما أصرت هذه الأطراف على تنحية المحاسب واستبداله بزميل لهم، وقال إن القانون لا يسمح له بهذه الخروق.

حسب مدير المدرسة بالنيابة، فإن ثمة صراعا خفيا بين العديد من الأطراف داخل هذه المدرسة، وقال إنه استشف هذا الأمر، من خلال بعض المطالب غير المنطقية للعمال والموظفين المدعومين بالفرع النقابي، على غرار مطالبتهم بالمساواة في ساعات العمل، مع الأساتذة والطاقم البيداغوجي، وهو أمر مستحيل، حسب محدثنا الذي قال؛ إن الأستاذ يدرِس عددا من الساعات فقط في الأسبوع، بينما الموظف والعامل مطالب بأداء 8 ساعات في اليوم، كما أضاف أن الأستاذ يستفيد من العطل، وفقا لبرنامج وزارة التعليم العالي، بينما يخضع العمال لعطلة الوظيف العمومي، وهي شهر في السنة.   

للإشارة، عرفت المدرسة الجهوية للفنون الجميلة، الواقعة بمخرج حي بوصوف باتجاه بلدية عين السمارة، خلال شهر سبتمبر الفارط، العديد من الاحتجاجات، بعدما أقدم العمال على غلق الباب أمام المدير وتنحيته، عقب اتهامه بالفساد واستغلال النفوذ، وهو الأمر الذي تم بعدما أوفدت وزارة الثقافة لجنة تحقيق، مع تعيين مدير الثقافة بتسيير المرفق بالنيابة، إلى غاية تعيين مدير لها.

قد يهمك ايضا

انطلاق الأيام المسرحية للأطفال السبت المقبل بالمسرح الوطني

المخرجة حميدة آيت الحاج تدعو إلى رفع التقشف عن المسرح