الأهوار والمدن الاثرية

أكد رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية فرات التميمي أن عدم تأمين الأموال اللازمة لمشروع إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي البالغة خمسة مليارات دينار عراقي (نحو 6 ملايين دولار) سيجهض جميع الجهود في هذا الاتجاه، في وقت كشفت لجنة الثقافة والإعلام النيابية، اليوم الجمعة، أنها استطاعت أن توفر 80 مليار دينار في الموازنة الاتحادية لعام 2017 لتطوير الأهوار والمدن الأثرية التي تم إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي.
 
وذكر التميمي "طالبنا بتخصيص خمسة مليارات دينار عراقي من أجل إنجاز ملف إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي٬ لكن لم يتم تخصيص هذا المبلغ في الموازنة". وقال إن "العراق أمام التزام دولي مع "اليونيسكو" وعدم توفير المبالغ سيخل بهذا الالتزام٬ ومن الممكن أن تخرج الأهوار لائحة من التراث العالمي في حال الإخلال، ومن جهتها قالت رئيسة لجنة الثقافة والاعلام النيابية ميسون الدملوجي في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، إنه "بالرغم من التقشف وتقليص المصروفات في الموازنة الاتحادية لعام 2017 استطاعت لجنة الثقافة والإعلام النيابية وبمساعدة اللجنة المالية البرلمانية وعدد من الشخصيات الوطنية في مجلس النواب الموقر أن توفر مبلغًا قيمته 80 مليار دينار لتطوير الأهوار والمدن الأثرية التي تم إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي".
 
وأشارت الدملوجي إلى "توفير مبلغ في الموازنة الاتحادية لدعم الدراما لما لها من أهمية في الحرب على التطرف وبناء المجتمع واستثناء الهيئة العامة للآثار والتراث من حذف العقود الخاصة بحمايات المواقع الأثرية وكان للجنة الثقافة والاعلام النيابية دور في تعزيز موارد وزارة الثقافة وشبكة الإعلام العراقي المرتبطتين باللجنة وضمن نطاق محدود". وأضافت رئيسة اللجنة ان "لجنتها لعبت دورًا في تعديل النص الذي يلزم رؤساء الممثليات والبعثات العراقية من العاملين في المنظمات الدولية من العودة الى العراق وتركت للحكومة والوزارات المعنية تقدير الضرورة".
وبيّنت الدملوجي أن "طموح لجنة الثقافة والإعلام النيابية يفوق بشكل كبير ما حققته في مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية لعام 2017 إلا أن ظروف العراق الصعبة ولاسيما تكاليف المعارك التي يخوضها شبابنا الأبطال ضد التطرف لتحرير محافظاتنا من "داعش" ودعم النازحين والأرامل والأيتام وأهالي الشهداء الأبرار كان لها الأولوية في القرار والتصويت". وصوّت مجلس النواب في جلسته الاعتيادية٬ الأربعاء٬ على قانون الموازنة العامة لجمهورية العراق للسنة المالية 2017. وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) قررت إدراج منطقة الأهوار الوسطى والأهوار الجنوبية٬ ومواقع أور وأريدو والوركاء٬ ضمن لائحة التراث العالمي لعام 2016.
والأهوار هي أكبر نظام بيئي لا مثيل له في الشرق الأوسط وغربي آسيا بمسطحاته المائية العذبة الممتدة على ثلاث محافظات عراقية جنوب العراق هي ميسان٬ ذي قار٬ والبصرة٬ بين نهري دجلة والفرات على مساحة تقدّر بنحو 16 ألف كيلو متر مربع تفوق مساحة لبنان. وعلى مدى هذه المساحة٬ يؤمن هذا النظام البيئي الفريد الحياة لما يقارب 81 نوعا من الطيور٬ منها طائر الثرثار العراقي وطائر المغرد لقصب البصرة٬ كما تعتبر محطة توقف مهمة للطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا٬ بالإضافة إلى أنواع نادرة من أسماك الماء العذب والحيوانات البرية والأبقار ومن الطبيعي أن يوفر هذا التنوع البيئي أيضا الظروف الملائمة لمهنة أهل الأهوار الأساسية وهي زراعة العديد من المحاصيل٬ التي تحتاج ري غزيرا مثل الرز والتبغ والقصب البردي٬ الذي يبنون به بيوتهم كما بناها أجدادهم السومريون قبل خمسة آلاف عام.
 
وتتميّز الأهوار بمنازلها المبنية من قصب البردي٬ التي تسبح وسط المياه وتحتوي على حياة متكاملة ويعتمد سكانها في غذائهم بصورة أساسية على الأسماك وتربية الجاموس، ولا يأتي احتفاء