الجزائرية الدكتورة حنين عمر

عرفت العاصمة اللبنانية بيروت انطلاق تصوير مسلسل "أمنيزيا"، وهو عمل درامي يستعدّ لدخول السباق الرمضاني المقبل على القنوات العربية، والعمل من تأليف الجزائرية الدكتورة حنين عمر ومن إنتاج شركة إيغل فيلمز التي تعد من أهم الشركات الرائدة على المستوى العربي في إنتاج الأعمال الفنية، إذ تحتل الصدارة بمجموعة مميزة من المسلسلات الهادفة والمشوقة التي تعرض على مختلف القنوات والمنصات العربية.
وتدور أحداث القصة حول لغز غامض تحاول الشخصيات اكتشاف ما وراءه من معلومات غريبة، ويشارك في أداء هذه الشخصيات مجموعة من النجوم من لبنان والخليج وهم: فاطمة الصفي وحمد أشكناني، ديامان بو عبود، كارول عبود، إيلي متري، ختام اللحام، سينتيا كرم وآخرين، ويشرف على الإخراج رودني حداد.
ويعد مسلسل أمنيزيا ثاني تجربة للدكتورة حنين عمر في مجال كتابة الدراما التلفزيونية، لتكون بذلك أول كاتبة جزائرية تفرض وجودها وتستطيع اقتحام السوق العربية في بلاد الشام والخليج، والتي ظلت مقتصرة على كتاب المشرق، في غياب شبه تام لكتاب السيناريو المغاربة وللجزائريين بشكل عام ضمن الأسماء المنتشرة عربيا.
وقالت الدكتورة حنين عمر في اتصال مع الشروق إن الاعتراف العربي بموهبتها يأتي في ظل “الغياب المؤلم والتهميش الذي يعاني منه كاتب السيناريو الجزائري عربيا وحتى محليا، فالفرص في الجزائر شبه منعدمة، وخاضعة للكثير من المحسوبيات والوساطة و”الشللية”، ولهذا تبقى المواهب والكفاءات تعاني في صمت ومن الطبيعي أن تبحث عن فرصة في الخارج حتى لا تموت مختنقة بأحلامها”. وتضيف حنين عمر قائلة: “وطبعا الوضع في الخارج ليس سهلا جدا وهناك أيضا حروب يجب أن نخوضها وظواهر سلبية سنواجهها لكي نتمكن من الحصول على فرصة، لكن على الأقل هناك أبواب كثيرة يمكن أن نطرقها والفرص غير محدودة بعدد معين أو جهات معينة”.
وعن عدم تعاملها لحد الآن مع منتجين جزائريين قالت المتحدثة: “مؤكد أحلم بالعمل في بلدي ككل شخص يحب وطنه ويحب ثقافته، وعندي أفكار كثيرة أتمنى تجسيدها هناك، ولكني شخص قليل الاختلاط بالوسط الفني والثقافي في الجزائر، ولم أكن يوما أنتمي لأي شلة أو لأي جهة وليس لدي وساطة، ولهذا كان مصيري هناك سيكون الوأد والتجاهل ككثير من المواهب الرائعة التي دفنت في النسيان، إلا أن الله برحمته وفضله ساعدني وأنقذني لحكمة يعلمها ومنحني قوة أن أستمر في طريقي، ربما لأكون مثالا يفتح الباب ويشجع بقية الشباب على العمل والاجتهاد وتصديق فكرة أنه يمكن للإنسان أن ينجح دون أن يتنازل عن أي مبدأ من مبادئه”.
ولا يبدو موضوع المسلسل بعيدا كثيرا عن تخصّص حنين عمر كطبيبة حيث أكدت أن ثمة علاقة مع كونها طبيبة مع اسم العمل “آمنيزيا” وهو مرض فقدان الذاكرة، وقالت: “من المؤكد أن كوني طبيبة سينعكس بشكل أو بآخر على نصوصي سواء كشاعرة أو كروائية أو حتى كسيناريست، وأعتقد بأنه انعكاس إيجابي لحد الآن، فكوني طبيبة سمح لي أيضا بفهم آلام الناس وفهم المشاكل والأمراض النفسية وهو ما يعتبر إضافة لأي كاتب سيناريو”.
وبخصوص أزمة السيناريو في الدراما الجزائرية والتي يعود الحديث عنها في كل موسم رمضاني، قالت حنين عمر إنها “لا تعتقد بأن بلدا كالجزائر بحجم قارة يمكن أن يكون فيه أزمة سيناريو، الجزائر قادرة على إنجاب عشرات السيناريست المبدعين، ومؤكد هناك مواهب رائعة لم تسنح لها فرصة الظهور، وبالتالي من العبث الحديث عن أزمة سيناريو كنص غائب تماما، لكن السؤال: هل يصل النص الجيد إلى أصحاب قرار الإنتاج؟ وهل يمكنهم معرفة النص الجيد من الرديء حقا وإن عرفوا النص الجيد هل سيأخذونه إن كان لشخص موهوب ولكن ليس لديه واسطة ولا معرفة بهم؟ وهل حين يأخذونه سيحترمون النص ويحترمون حق الكاتب في نصه؟ وهل هناك وعي حقيقي بأهمية الدراما كسلاح استراتيجي ثقافي له قوة إقليمية ورسالة أخلاقية ؟ حين نجيب على كل هذه الأسئلة سنعرف أين الأزمة ونحلها”.
يذكر أن الدكتورة حنين عمر طبيبة وشاعرة وروائية لها عدة مؤلفات، ولها إسهامات مهمة كمترجمة في نقل الآداب العالمية إلى اللغة العربية، وهي عضو للجان تحكيم في عدد من المسابقات العربية، وكتبت كلمات أغنيات عديدة أشهرها تعاونها مع الفنان كاظم الساهر الذي غنى من كلماتها، إضافة لكونها أول شاعرة عربية تختارها هوليوود لتساهم بكتابة نصّ في فيلم عالمي ترشح لعشر أوسكارات، وكانت مشاركتها بهدف التوعية ضد المخدرات، وقد تم اختيارها لمرتين كواحدة من النساء الرائدات والمؤثرات في العالم العربي حسب مجلة سيدتي العريقة، وذلك من أجل جهودها في نشر اللغة العربية والحوار بين الحضارات.

قد يهمك أيضا:

عبدالعزيز مخيون يوضّح أنّ بعض تكريمات الفنانين "مزيفة" و"الجونة" ديفيله وليس مهرجان

نسرين طافش تؤكد أنها محظوظة في 2020 بعرض " ختم النمر"