لندن ـ ماريا طبراني اكتشف العلماء الجين المسؤول عن الإصابة بمرض الإكزيما، مما يجدد الأمل في التوصل إلى علاج لهذا المرض في وقتٍ قريبٍ. وبهذا يكون العلماء قد اقتربوا من التوصل إلى عقار يعالج الإكزيما الذي يصيب الملايين حول العالم بإصابة الجلد ببقع جافة والتهابات تثير الحكة، وهو المرض الذي ينتج جراء اضطراب في وظائف البروتينات في الجسم وخلل في نسبها، وتحديدًا ذلك النوع من البروتين المسمى بـ "Ctip2".
ويعتبر هذا البروتين هو المسؤول الأول عن التحكم في الدهون في الجسم، مما يساعد على بقاء الجلدي رطبًا وفي حالة صحية. أما في حالة نقص "Ctip2" في الجسم، فمن المتوقع أن يُصاب الجسم بالتهابات في الجلد تنتشر على نطاقٍ واسعٍ، وهي المعروفة بالإكزيما. وتسمح الإكزيما باختراق العناصر المسببة للحساسية للجلد بسبب نقص السوائل الذي يحدثه هذا المرض.
وأشارت نتائج الدراسة، التي نُشرت في جريدة "بلوس وان"، إلى أن "هذا الكشف الجيني من الممكن أن يمهد الطريق أمام اكتشاف علاج لمرض الإكزيما الذي يصيب الملايين سنويًا في جميع أنحاء العالم، ولم يتوصل العلماء بعد لأي علاج له".
وفي الوقت نفسه، من الممكن أن يؤدي العلاج المحتمل للإكزيما إلى توفير إمكان تكوين البروتينات التي تحفز الحساسية. ومن الجدير بالذكر، أنه كلما تزايدت الالتهابات، كلما قلت قدرة البشرة على مقاومتها، وهو الأمر الذي يفقد البروتين المسؤول عن التحكم في الدهون في الجسم فاعليته تمامًا.
وتجدر الإشارة إلى نسبة الإصابة بالاتهابات الجافة المثيرة للحكة ذات اللون الأحمر، وهي درجة متقدمة من الإصابة بالإكزيما، يمثل عدد الأطفال من بينهم 20%، بينما تبلغ نسبة الغاية بهذه الدرجة من الإكزيما لدى البالغين 10% فقط من  إجمالي المصابين. ويرجع البعض السبب المباشر في الإصابة إلى أحد أمرين، أولهما نقص أو سوء التغذية، بينما الثاني فهو خلل في الجهاز المناعي.
وبصفة عامة، لم يتمكن العلماء من التوصل إلى علاج ناجع للإكزيما، إذ يتم التعامل مع الحالات الخفيفة من خلال استخدام مرطبات البشرة المختلفة، بينما الحالات الخطرة والمتقدمة، فيتعامل معها الأطباء بعقار ستيرويد. ومن الممكن أن يتخلص معظم المصابين من هذا المرض الخطير بعد الوصول إلى مرحلة البلوغ، بينا يبقى عدد من المصابين كما هم من دون تغيير، ليستمر معهم المرض مدى الحياة.