واشنطن ـ رولا عيسى أثبتت دراسة حديثة أن "الذين يتحلون بالتفاؤل حيال المستقبل غالبًا ما يتضمن نظامهم الغذائي الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة، إذ ثبت أن دماءهم تحتوي على الكثير من الكاروتينات التي تتضمن أحد الأصباغ المُسمى بالـ "بيتا كاروتين" الذي يرتبط بالتفاؤل تجاه المستقبل عند توافره في الدم بكميات كبيرة". ويمكن الحصول على تلك الكميات من خلال تناول البرتقال والفواكه والكثير من الخضراوات الورقية.
وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن "مضادات الأكسدة، التي من بينها الكاروتينات، تُعد من أهم الأسباب التي تساعد على الاحتفاظ بصحة جيدة، إذ تمنع الجزيئات المكونة للجسم من إفراز المواد الضارة التي من شأنها تدمير الخلايا وتعريض الجسم للإصابة بالأمراض".
وتعتبر هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تربط بين الكاروتينيات والتفاؤل حيال المستقبل. وقامت الدراسة في الأساس على الكشف عن الأثر الطبي المضاد للاكتئاب والضغوط للخضراوات والفواكه من خلال توفيرها للبيتا كاروتين، أحد أهم مضادات الأكسدة. واستندت الدراسة إلى تحليل عينات دم وتحديد تركيزات الدم في هذه العينات المأخوذة من 1000 أميركي وأميركية في أعمار تتراوح ما بين 25 و74عامًا.
كما أجاب المشاركون في الدراسة على استبانة رأي عن أسلوب حياتهم والنظام الغذائي الذي يتبعونه وبعض الأسئلة التي تتعلق بأبعاد نفسية. كما اُخذت عينات دم للتحليل. ومن خلال الربط بين  نتائج استبانة الرأي تحليل عينات الدم، ثبت أن الذين ترتفع لديهم درجة التفاؤل، ترتفع الكاروتينات لديهم بواقع 13%، مقارنةٌ بمن تخلوا عن التفاؤل. كما أثبتت الدراسة أن "من يتناولون الخضروات والفواكه الطازجة يكونون أكثر تفاؤلًا ممن يتناولون كميات أقل من هذه المأكولات"، وهو ما فسرته الدراسة بأن "الارتفاع في مستوى الكاروتينات في الدم، هو السبب الحقيقي وراء التفاؤل الذي يتمتع به هؤلاء".