جزيرة سترومبولي  الواقعة إلى الشمال من صقلية روما ـ ليليان ضاهر   تقع عين الزائر أول ما تقع على لافتات تحث رواد الشاطئ في جزيرة سترومبولي على الابتعاد عن البحر بأقصى سرعة حال حدوث الزلازل، الانفجارات البركانية، أو ارتفاع منسوب المياه في البحر إلى مستويات ملحوظة، بينما تُعد الجزيرة إحدى مجموعة جزر الإيلويان، وهي الجزر السبع الواقعة إلى الشمال من صقلية ، وهي المنطقة الأوروبية المشهورة بالبراكين الخاملة في غالب الأحيان.
وتعتبر سترومبولي هي تلك الجزيرة التي تحتوي على بركانين كانا يقذفان اللهب منذ 2000 عام، ويقيم فيها 400 من الشجعان أو بالأحرى المجانين، ينتشرون بين فوهتي البركانين في منازل وفيلات إحداها مملوكة لـ "دولسي آند جابانا".
ومع أن البراكين تقذف اللهب من تحت مياه البحر إلى أعلى، يُعتبر الإبحار ليلًا بقارب في المياة المحيطة بهذه الجزيرة من أكثر التجارب متعة وإثارة، حيث السماء الصافية التي توصف بدقة كل النجوم الساطعة، من دون أن تخفي شيئًا من تفاصليها.
ويروق للسائحين مشاهدة الحمم البركانية عن بُعد وهي تخرج من فوهة البركان في أعلى قمة سترومبولي، وكأنها تعانق السماء بلونها الأحمر الناري الذي يشق الظلام.
وباستثناء هذه الجزيرة، تبدو الحياة هادئة ومملة في بعض الأحيان، حيث تعتبر سترومبولي من أكثر الجزر السبع نشاطًا على الرغم ما ينطلق منها من ألسنة لهب الناتجة عن الانفجارات البركانية. وتنتشر المنازل البيض بين الجروف والفوهات الصغيرة التي يتناثر الرماد البركاني حولها، ما يشير إلى أن الحياة هناك ليست هادئة على الدوام.

وينتقل السائحون إلى سالينا، ثاني أكبر جزيرة في هذه المجموعة، والتي تحتوي على بركان بفوهة مزدوجة، ويسكنها 4 آلاف نسمة. وتتناثر في المكان حول المنازل مساحات مزروعة بألاشجار المثمرة . وتعتبر سلينا ومعها جزيرتا مالفا وبولارا، وهما من أكثر الأماكن المفضلة لدى صناع السينما، حيث صُور في الجزر الثلاث عدد كبير من الأفلام السينمائية المشهورة مثل "بوستينو 2".

أما أشهر فنادق المنطقة فهو فندق "فيلا ميليجانيز" الذي يوفر إطلالات على شوارع المدينة التقليدية، التي ما زالت تحتفظ بطبيعتها البسيطة، ورونقها الذي يذكر من يشاهدها بطراز المباني الذي ينتمي إلى القرن التاسع عشر. وبالتجوال في المدينة وسط الجزيرة يمكن الاستمتاع بزيارة المتاحف والمزارات المختلفة.