راقصات من جميع مدارس السامبا في المدن البرازيلية كافة   برازيليا ـ رامي الخطيب   بدأت، الجمعة، احتفالات كرنفال السامبا البرازيلي بصورة مثيرة للإعجاب، في الوقت الذي انطلق فيه مئات الآلاف إلى الشوارع بهدف الاستمتاع بأشهر مواكب الاستعراض البرازيلية وحفلات الشوارع، فيما تأتي احتفالات هذا العام في أجواء حزينة، إثر الحريق الذي شب في أحد النوادي الليلية البرازيلية، والذي أسفر عن مقتل 238 فردًا من رواد الملهي الليلي، في مدينة سانتا ماريا الجنوبية، كما أسفر الحادث عن إصابة 65 آخرين، لا يزالون يخضعون للعلاج في المستشفيات.
وشاركت فرقة "بساي" الكورية الشهيرة ليلة، الجمعة، في هذا الكرنفال الرائع في مدينة سالفادور، ثالث أكبر مدن البرازيل، بتقديم حركاتها الراقصة على طريقة الغانغنام الشهيرة، التي جعلت منها ظاهرة عالمية.
كما طار الكثير من المشاهير البرازيليين والأجانب أمثال النجمة الأميركية الشهيرة ميغان فوكس، مدينة ريو دي جانيرو وغيرها من المدن البرازيلية، للمشاركة في هذه الاحتفالات الكرنفالية.

ويسود الشوارع على مدى أيام الكرنفال الخمسة الحفلات الراقصة والاستعراضات التقليدية، يتفرغ الملايين من السائحين والسكان المحليين في غالب أنحاء أكبر دولة في أميركا اللاتينية للاستمتاع بتلك الاحتفالات المثيرة.
ويتوقع أن تستقبل مدينة ريو دي جانيرو وحدها 900 ألف سائح، ومن المتوقع أن تعود تلك الطفرة السياحية على اقتصاد المدينة المحلي هذا العام بمبلغ 420 مليون جنيه إسترليني.
وأهم ما يميز الكرنفالات البرازيلية السنوية التي تجري في مدن ساو باولو وبرنامبوكو وميناس جيرايس وريو دي جانيرو وسالفادور، وغيرها من المدن البرازيلية، هو التنوع الكرنفالي، حيث إن كل استعراض له خصائصه الموسيقية مثل موسيقى السامبا، والموسيقى التي تجمع ما بين السامبا وموسيقى الريغاي الشعبية الشهيرة في جامايكا، بالإضافة إلى موسيقى السامبا المختلطة بموسيقى الفونك، التي تجمع ما بين السمات الأفريقية والسمات الأميركية. وشهدت، الجمعة، ساحة سامبادروم الشهيرة في مدينة ساو باولو، بدء الاستعراضات الكرنفالية المثيرة. المعروف أن تلك الساحة قد تم تشييدها خصيصًا لاستقبال الاستعراضات الراقصة بألوانه كافة .

وجرت العادة أن تبدأ تلك الاحتفالات السنوية خلال الأيام التي تسبق فترة الصوم الكبير عند المسيحيين، والتي تمتد لمدة أربعين يومًا قبل أعياد شم النسيم. وقد بدأت تلك الاحتفالات عندما قام عمدة مدينة ريو دي جانيرو بتسليم مفاتيح المدنية الرمزية إلى الملك مومو، وهو التمثال الاحتفالي لأشهر كرنفالات البرازيل.
إلا أن مهرجانات هذا العام تأتي في أجواء حزينة، إثر الحريق الذي شب في أحد النوادي الليلية البرازيلية، والذي أسفر عن مقتل 238 فردًا من رواد الملهي الليلي، في مدينة سانتا ماريا الجنوبية، كما أسفر الحادث عن إصابة 65 آخرين، لا يزالون يخضعون للعلاج في المستشفيات.
وحضرت رئيسة البرازيل ديلما روزيف، الخميس الماضي، قداسًا على روح ضحايا الحادث في كاتدرائية برازيليا عاصمة المدينة. كما أعلن مكتب الرئاسة في البرازيل أن رئيسة البلاد لن تشارك هذا كرنفالات هذا العام، حدادًا منها على كارثة حريق الملهى الليلي.
وفي هذا السياق، قامت عشرات المدن القريبة من الملهي الليلي الذي شهد الكارثة يوم 27 كانون الثاني/ يناير الماضي، بعدم المشاركة في كرنفالات هذا العام، أو الخفض من نغمة الاحتفالات للتعبير عن حزنها على الضحايا.
كما أغلقت مئات الملاهي الليلية في البرازيل أبوابها بأوامر من السلطات المحلية، بسبب عدم التزامها بمعايير السلامة، التي كانت أحد الأسباب التي أدت إلى وقوع كارثة سانتا ماريا.
وكتب الصحافي غودينشيو توركواتو في صحيفة "إستادو دي ساوباولو"، هذا الأسبوع، يقول "إن البرازيل دولة تتأرجح ما بين معنويات مرتفعة وأخرى منخفضة، وتتبادل تلك المعنويات علاج نفسها بنفسها من دون انقطاع. وإلى جانب ذلك، عانت مدينة سالفادور من انقطاع في التيار الكهربائي، الخميس الماضي".