التاكسي

سائق “التاكسي”، هذا الشخص الذي خبر الحياة بحلوها ومرها، واكتسب فقهها من يومياته التي يقضيها مع شرائح من المجتمع الجزائري، باختلاف أعمارها، ويخوض نقاشات ومجادلات مع زبائنه لمسافات طويلة وإلى وجهات مختلفة، يناقش خلالها أمورا تتعلق أغلبها بمشاكل الدنيا.. اليوم، يجد نفسه في ظل انتشار فيروس كورونا، الذي قتل ما يفوق 5 آلاف شخص عبر العالم، و3 أشخاص في الجزائر، بين سندان لقمة العيش ومطرقة العدوى.

“تركنا أمرنا لله”، عبارة رددها بعض سائقي سيارة الأجرة للنقل ما بين الولايات، حيث رغم تهديد عدوى كورونا لحياتهم، بالنظر إلى الزبائن الذين يصعدون سياراتهم، والمسافرين المتنقلين من منطقة إلى أخرى ومن ولاية إلى أخرى، وحتى القادمين من الخارج، لم يوقف نشاطهم اليومي، لأن مهنتهم مصدر لقمة عيشهم، ولا خيار إلا أن يموتوا في سبيل إدخال ولو بضعة دنانير إلى عائلاتهم.

حالة من الخوف والذعر بادية على وجوه سائقي سيارات الأجرة في محطة الخروبة البرية، ووسواس العدوى تسبب في مناوشات كلامية بين الزبائن والسائق، حيث أكد لـ”الشروق”، الأمين العام لتنسيقية سائقي سيارات الأجرة لولاية الجزائر، وممثل سائقي “الطاكسي” بالخروبة، ناصر صميدة، أن كورونا تهدد 200 ألف سائق أجرة على مستوى الوطن، و23 ألف سائق على مستوى العاصمة، وهذا بالنظر إلى سلوكيات الزبائن، وعدم توفر كمامات ومواد تعقيم.

 

وقال صميدة إن “الطاكسيور” أصيب بالوسواس، ويعاني من حالة نفسية وقلق، حيث إن الكثير من السائقين خاصة الذين يعملون للنقل بين الولايات يدخلون في مناوشات حادة مع زبائنهم الذين يرفضون أن يفتح زجاج

النوافذ، والذين يبصقون “الشمة” داخل المركبة، مضيفا أن المواطن الجزائري وحسب ما شهده أمس في محطة الخروبة، لا يحترز من العدوى، ولا يتخذ احتياطات تحميه وتحمي الآخرين.

ودعا الجهات الوصية إلى توفير كمامات، وحسب عدد المقاعد لسائقي سيارات الأجرة، مع التفكير في عمليات تعقيم يومي لمركباتهم، حيث يرى أن سائق الطاكسي يخاطر بحياته من أجل ضمان لقمة العيش لعائلته.

في السياق، قال آيت ابراهيم الحسين، رئيس اتحادية سائقي سيارات الأجرة سابقا، إن نشاطهم اليومي يستمر بشكل عادي، رغم تراجع الزبائن خاصة في المطارات الدولية، وإن انتشار عدوى كورونا والحديث عنها في وسائل الإعلام، وتسجيل وفاة إصابتين في الجزائر، خلق لهم نوعا من الوسواس والتوتر والانتباه الحاد لتصرفات الزبائن وهيئتهم وأثر ذلك في التعامل بينهم، حيث سلموا حالتهم وعلى حد تعبيره” لمشيئة الله”.

قد يهمك ايضا:

هيئة الطيران المدني في سنغافورة تبدأ في اختبار مركبات "التاكسي الطائر"

دراسة تحذّر من سرقة البيانات عبر تطبيقات طلب سيارات الأجرة