قوات الاحتلال الإسرائيلي

على الرغم من النفي الرسمي لوجود قرار بإعادة تقسيم القدس، إلى شرقية وغربية، باشرت الشرطة الإسرائيلية وقوات حرس الحدود في إجراءات تقسيم عملي على الأرض، فأقامت العديد من الحواجز على ما تبقى من الخط الأخضر، وأعادت العديد من المواطنين العرب إلى الشق الشرقي المحتل، بحجة منع انتشار فيروس «كورونا».

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن السلطات الإسرائيلية تحاول منع الاحتكاك بين شقي القدس؛ لأنها لا تسيطر على الأوضاع في القدس الشرقية، ولذلك اختارت هذا التقسيم. وأكدت أنه على الرغم من أن القرار اتخذ من المستوى السياسي الأعلى -أي الحكومة- بالتنسيق مع قادة الأجهزة الأمنية، فإنه لا يحمل طابعاً سياسياً بعيد المدى، والحواجز لن تمنع مئات الفلسطينيين الذين يعملون في مجالات حيوية في القدس الغربية، ومن ضمنهم أطباء وممرضات، من الاستمرار في العمل هناك.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد فرضت أنظمة طوارئ تتيح لها التصرف بعيداً عن مراقبة السلطات القضائية بحجة «كورونا». وشكا الفلسطينيون من أن قوات الشرطة وحرس الحدود والمخابرات تجري عمليات تفتيش قاسية في عدة مناطق في القدس العربية المحتلة، وتمارس البطش في حي سلوان، وتكبل أيدي الجمعيات والحركات الاجتماعية والسياسية. وتنوي، ابتداء من يوم غد الأحد، تنفيذ عزل تام لأحياء القدس عن محيطها في الضفة الغربية، ومنع المقدسيين من حمَلة الهوية الإسرائيلية، ممن يعيشون خلف الجدار، من دخول المدينة، وكذلك منع المقدسيين من داخل المدينة من التوجه لمناطق السلطة الفلسطينية.

يذكر أن الضفة الغربية والقدس الشرقية قد شهدتا أمس هدوءاً نسبياً، إذ التزم المواطنون بتعليمات وزارة الصحة الفلسطينية، وامتنعوا عن القيام بالمسيرات والمظاهرات السلمية الأسبوعية ضد الاستيطان وممارسة القمع، باستثناء مظاهرة كفر قدوم. وحتى المصلون تغيبوا عن القدوم إلى المسجد الأقصى المبارك، ولم يحضر صلاة الجمعة فيه سوى 500 مصلٍّ، علماً بأن القوات الإسرائيلية ساهمت في تقليص عدد هؤلاء المصلين، إذ أقامت الحواجز أيضاً على بوابات الأقصى ومنعت عبورها، واعتقلت شاباً حاول الدخول بالقوة.

وفي حي وادي الجوز في القدس الشرقية، اعتدت قوات الاحتلال أمس على المصلين الذين رفضوا التزام بيوتهم. وأطلقت قنابل الغاز والصوت لتفريقهم.

وفي كفر قدوم، رفض المواطنون التخلي عن مسيرتهم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية الذي أغلقه جيش الاحتلال قبل 16 عاما. وقد أصيب مواطن ستيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة.

وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية، ومنسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، بأن جيش الاحتلال هاجم المشاركين في المسيرة بعد انطلاقها باستخدام الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز والصوت، مما أدى إلى إصابة المواطن مؤيد شتيوي (63 عاماً) بعيار معدني في الرجل، وعولج ميدانياً من قبل طاقم «الهلال الأحمر الفلسطيني»، مشيراً إلى وقوع عدد من حالات الاختناق جراء استنشاق الغاز السام، عولجت في مركز إسعاف القرية.

وأكد شتيوي أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي صوب الجدران والصخور التي استتر خلفها الشبان، موضحاً أن ذلك يؤدي إلى وقوع إصابات بشظايا هذا الرصاص، كما حصل السبت الماضي، معتبراً الأمر «أسلوباً قمعياً جديداً».

قد يهمك ايضا:

40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط إجراءات مشددة

اندلاع حريق داخل المسجد الأقصى المبارك الاثنين