الجزائر ـ سفيان سي يوسف أطلقت زعيمة حزب "العمال" الجزائري، المعارضة اليسارية لويزة حنون، الأربعاء، نداءً إلى الجزائريين من الشباب والمجاهدين وأبناء الشهداء، لهدف "التعبئة العامة"، للدفاع عن الوحدة الجزائرية والتصدي لكل "محاولة أجنبية" تريد المساس بالسيادة الوطنية، وذلك عقب بعدما نشرت أخيرًا صحف أجنبية خبرًا مفاده "انتشار قوات بحرية أميركية (المارينز) على مستوى القاعدة العسكرية في مورون الإسبانية، تحسبًا لتطورات في الجزائر تتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة".
ودعت حنون، في ندوة صحافية لمناسبة "عيد العمال"، مختلف التشكيلات السياسية والنقابات وكذا الشخصيات المتمسكة بالسيادة الوطنية، إلى التعبير "بطريقة سلمية" عن رفضها لأي محاولة أجنبية تريد التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، موضحة أن هدف لقائها الصحافة هو "إطلاق صفارة الإنذار" من أجل توجيه نداء "للتعبئة العامة"، مجددة وقوفها مع الجيش الجزائري الذي يجب عليه أن يتحمل مسؤولياته في الرد على كل محاولات المساس بالبلاد.
ونشرت صحيفتي "القدس العربي" و"الحياة"، اللتان تصدران من العاصمة البريطانية لندن، قبل أيام، تقارير تتحدث عن قرار نشر قوات "المارينز" الأميركية على مستوى القاعدة العسكرية في مورون (إسبانيا) جاء تحسبًا لتطورات في الجزائر تتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وهي التقارير التي سارعت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إلى تكذيبها، حيث كذبت الوزارة مضمون المقال الصادر في يومية "القدس العربي"، الذي تناول الوضع السياسي والاستقرار في الجزائر، وأكد الناطق الرسمي لـ"البنتاغون" المكلف بأفريقيا روبار فيرمان، أن الانتشار الأخير لقوات البحرية الأميركية، على مستوى القاعدة العسكرية في مورون الإسبانية، الهدف منه هو تحسين قدرة الولايات المتحدة، تحسبًا لاحتمال وقوع أزمات في غرب أفريقيا، وأن واشنطن لا يمكن أن تستهدف شريكًا إستراتيجيًا مثل الجزائر، مضيفًا "بالنسبة للأميركيين، فإن الجزائر تبقى البلد الأكثر أمنًا وأمانًا في منطقة المغرب العربي، فهو بلد لديه من الموارد والوسائل ما يجعله قادرًا على التعامل مع أيّ طارئ ومواجهة كل المخاطر".
ودعا الأمين الوطني لـ"جبهة القوى الاشتراكية" المعارضة، علي العسكري، خلال لقاء نظم لمناسبة الاحتفال بـ"عيد العمال"، العمال الجزائريين إلى ضرورة التحلي باليقظة، وعدم الرضوخ للمناورات "المتطرفة"، مضيفًا "إن كل ما يدور حولنا يدعونا إلى توخي الوعي واليقظة، وأنه لا ينبغي لنا الرضوخ للمناورات و المحاولات المتطرفة، وأن الجميع يتفق اليوم على القول إن الوضع الاجتماعي أصبح لا يُطاق، وأنه حساس للغاية، ولأنه ما من معجزة لحله ويبقى التجند السلمي السبيل الوحيد الكفيل بوضع حد لهذا التدهور، وأن تجند النقابات المستمر يدعو إلى التفاؤل، ويجسد حيوية المجتمع الجزائري، وأنه يتعين توفير الظروف الكفيلة بتحقيق قفزة نوعية في العمل النقابي من أجل بناء المجتمع بطريقة سلمية".
وأكد العسكري أن "البلد يشهد تغيرات اقتصادية جد عنيفة، وتحولات اجتماعية سريعة، تدفع ثمنها مع الأسف الفئات الاجتماعية الأكثر حرمانًا، وأن البطالة بلغت نسبًا خطرة، حيث أصبحت الهشاشة قاعدة"، داعيًا إلى ضرورة إعادة الاعتبار للعمل السياسي وللمعنى الحقيقي للعمل الجماعي وعدم الرضوخ للمناورات".
وتأتي ردود فعل الأحزاب السياسية الجزائرية بخصوص ضرورة التجند للدفاع عن السيادة الوطنية، والتصدي لأي محاولة أجنبية تسعى إلى زعزعة استقرار الجزائر، بعد تكذيب "البنتاغون" ووزارة الخارجية الجزائرية بخصوص نشر قاعدة لـ"المارينز" في إسبانيا تحسبًا لأي تطورات في الجزائر في خضم الانتخابات الرئاسية المقبلة.