صنعاء ـ علي ربيع دان اليمن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، واعتبرها انتهاكاً سافراً للمواثيق الدولية، وسط دعوة شعبية للتيارات القومية لتنظيم مسيرة احتجاجية، الثلاثاء، في وقت ينقسم فيه الوسط الحزبي اليمني بين مؤيد لنظام بشار الأسد ومناصر للمعارضة السورية.وأصدر البرلمان اليمني، الاثنين، بياناً دان فيه ما  أسماه"العدوان الغاشم لطيران الكيان الصهيوني على مواقع مختلفة داخل أراضي سورية الشقيقة واستهداف الشعب السوري وبنيته التحتية"، واعتبره "انتهاكاً سافراً للمواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة". وطالب نواب الشعب اليمني في بيانهم المجالس البرلمانية في الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية تحمل مسؤوليتها التاريخية مع حكوماتها، تجاه ذلك العدوان على الأراضي والشعب السوري واتخاذ المواقف الجادة لوقف تلك الانتهاكات. كما دعوا المؤسسات البرلمانية والمنظمات الدولية، إلى العمل المخلص مع حكوماتها، بغية مساعدة الشعب السوري لإنهاء نزيف الدم الداخلي والوصول عبر الحوار والتفاهم إلى الحل السلمي الشامل لمشكلاته الراهنة بطرق سلمية وعادلة بما يلبي تطلعات الشعب العربي السوري الشقيق. وأعتبر مصدر رسمي في الحكومة اليمنية أن ذلك الهجوم يعد تدخلاً سافراً وانتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وأكد في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن الهجوم يهدف إلى خلط الأوراق في الأزمة السورية، بما يضر بالجهود لإيجاد حل سياسي لها ودفعها نحو التصعيد للعنف في سورية، خصوصا مع احتمالات الوصول إلى الحل الذي تسعى إليه الأطراف السورية ويلبي مطالب التغيير للشعب السوري. ودعا القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي اليمني نائف القانص الشعب اليمني والجاليات العربية المقيمة في اليمن إلى المشاركة في ما أسماه" مسيرة الغضب العربي" التي ستنظمها اللجنة الشعبية لمناصرة سوريا وقضايا الأمة العربية الثلاثاء في العاصمة صنعاء احتجاجاً على العدوان الصهيوني الغاشم ضد سورية. وقال القانص في  بيان صحافي الاثنين "إن مسيرة الغضب العربي المقرر إقامتها ستنطلق صوب مكتب الأمم المتحدة في صنعاء لإيصال رسالتها والتعبير عن تضامن الشعب اليمني مع الشعب السوري الشقيق والتنديد بالاعتداءات الغاشمة التي تعرض لها من قبل آلة الحرب الصهيونية ومن يؤيدها في الانتهاكات والتعدي على المواثيق الدولية لضرب دولة ذات سيادة " بحسب تعبيره. وأضاف القيادي في حزب البعث اليمني الموالي للنظام السوري أن "المسيرة تعتبر الحد الأدنى لما نقدمه تجاه أشقائنا السوريين الذين يتعرضون لحرب عالمية كشفت أقنعتها وزال زيف الإعلام الموجه لكل من يتغنى بأن هناك ثورة في سوريا ". ويقف اليمن رسمياً موقفاً معتدلاً بشأن الأزمة السورية، ويدعم التوصل إلى حلول سلمية، كما  يرفض الاعتراف بشرعية تكتل المعارضة السورية، وتسليم سفارة دمشق في صنعاء لها، في وقت ينقسم فيه الشارع اليمني حزبياً بين مؤيد لنظام الأسد يري أن ما يحدث في سورية مؤامرة غربية إسرائيلية خليجية، لتحالفاتها مع إيران وحزب الله، طبقاً لما تردده الأحزاب القومية وحزب المؤتمر الشعبي(حزب صالح) وجماعة الحوثي(الشيعية)، وبين مناصر للمعارضة السورية وللجيش الحر باعتباره حاملاً لثورة مشروعة على نظام الأسد الدكتاتوري، كما هو الحال مع الأحزاب الإسلامية من السلفيين والإخوان المسلمين. على صعيد منفصل، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الاثنين خلال  استقباله مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية جون فرنسوا جيدو، أن اليمن قضى على أحلام تنظيم"القاعدة" بإقامة إمارة إسلامية في جنوب اليمن، مشيراً إلى رغبة بلاده في عقد تعاون أمني مع باريس في مجال "مكافحة الإرهاب وتهريب السلاح والمخدرات"، طبقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. ووعد الرئيس اليمني، وفداً إعلامياً برئاسة مدير مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق الدكتور العبيد أحمد العبيد، بإطلاق سراح الصحافي اليمني عبد الإله حيدر المعتقل على ذمة حكم قضائي دانه بالتعاون مع تنظيم"القاعدة" الناشط في اليمن. ويزور الوفد الإعلامي اليمن لعقد الندوة الإقليمية السنوية حول حماية الصحفيين في المنطقة والتي تعقدها قناة الجزيرة بالاشتراك مع الأمم المتحدة واليونسكو ومركز الدوحة لحرية الإعلام .