الامين العام لحزب الله حسن نصرالله دمشق ـ جورج الشامي    اعترف حسن نصر الله في خطاب متلفز، بوجود عناصر تابعة له في سورية تقاتل بجانب قوات الأسد، متهماً وسائل الإعلام المحلية والعربية بفتح مزاد لأعداد شهداء حزب الله في سورية، هذا الخطاب أثار العديد من ردود الأفعال أبرزها من الرئيس المكلف للائتلاف السوري المعارض جورج صبرة الذي قال إن خطاب نصرالله جاء ليُنهِي الجدل بشأن تدخل الحزب في سورية، مضيفاً، أنها "حقيقة واضحة.. وهو ما يؤلمنا"، فيما جدّد الائتلاف دعوته للحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها والإيقاف العاجل، وشدد على أن السوريين هم وحدهم المسؤولون عن الحفاظ على الأضرحة والمقامات في دمشق وغيرها من محافظات سورية، لا ميليشيات الأسد أو عناصر حزب الله.
   واعترف أمين عام حزب الله حسن نصر الله، بوجود عناصر تابعة له في سورية تقاتل بجانب قوات الأسد، وهذه هي أول مرة يتم فيها الاعتراف بشكل علني بوجود هذه القوات منذ بداية الأزمة. وقال نصر الله في كلمة متلفزة: "نحن لا نخجل من شهدائنا، بل نعتز بهم، ومن يستشهد منا في أي مكان نشيّعه علناً، فنحن لا نخجل، بل نعتز بهم، وهناك كذب مُتَعَمَّد في هذا الموضوع". وأضاف "بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية فتحت "مزاداً علنياً" لأعداد شهداء حزب الله في سورية". وتحدى أمين عام حزب الله المعارضة السورية بأن تُسقِط النظام السوري عسكرياً، قائلاً "أنتم لن تستطيعوا أن تسقطوا النظام عسكرياً. المعركة طويلة، ونحن لا ندعو كما قال فريقنا إلى حسم عسكري، ولا نُحَرِّض في اتجاه من هذا النوع".
   وحسب نصر الله، فإن "الهدف في سورية لم يعد إخراج سورية من محور المقاومة ومن معادلة الصراع العربي - الإسرائيلي، ولم يعد أخذ السلطة بأي ثمن، بل الهدف هو تدمير سورية شعباً ونظاماً، سلطة ومجتمعاً وجيشاً، حتى لا تقوم دولة مركزية أو جيش قوي".
   وأضاف "هناك من يريد إبعاد سوريا من المعادلة الإقليمية. الهدف من تدمير سوريا هو أن تقتطع كل جهة أو فريق قطعة وتكون كل جهة تابعة لدولة أو لجهاز استخبارات". ورأى أمين عام حزب الله أن حديث بعض الدول الكبرى عن استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، هو محاولة للتدخل الأجنبي في سوريا.
  وأثار خطاب نصر الله العديد من ردود الأفعال أبرزها من الرئيس المكلف للائتلاف السوري المعارض جورج صبرة الذي قال إن خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله مساء الثلاثاء جاء لينهي الجدل بشأن تدخل الحزب في سورية، مضيفاً، أنها "حقيقة واضحة.. وهو ما يؤلمنا". وأضاف صبرة أن الجدل بشأن تدخل حزب الله استمر طويلاً قبل أن يعترف نصرالله، مشيراً إلى أنه إذا كان لبنان غير معني بتدخل حزب الله، فإن سورية ستقف بقوة أمام هذا الاختراق.
   وأوضح أن المعارضة السورية ستدعو "الجامعة العربية للقيام بما يلزم لإيقاف هذا التدخل السافر في الحياة العامة السورية". وقال صبرة، الذي سبق له أن اتهم حزب الله بالتدخل إلى جانب السلطة الحاكمة في دمشق "نقول لنصرالله إن في سورية شعباً.. وشعباً بطلاً.. وهو المسؤول في بلده وهو من سيحدد النظام الحاكم". وأوضح أن من كان "يقاوم إسرائيل هو الشعب السوري وليس نظام الرئيس بشار الأسد، وأن الشعب مستعد لإسقاط نظام المهادنة"، وذلك في محاولة منه لدحض مقولة أن نظام الأسد "نظام ممانعة".
   وجدد صبرة التأكيد على أن الحل في سورية يقضي "برحيل الأسد ومن تلطخت أيديه بدماء السوريين"، منوهاً بأن "السوريين قدموا رسائل بالغة الوضوح قبل بدء الثورة، عندما كانت سلمية، حيث دعوا السلطة لحل سلمي، لكنها رفضت وبدأت بالقتل واستخدمت الأسلحة المختلفة والسلاح الكيماوي". ورداً على ما قاله نصرالله بأن النظام في سورية لن يسقط، قال صبرة "نحن ندعو الجميع لمعرفة الحقائق على الأرض.. لمعرفة أين أصبحت المطارات.. وأين أصبحت المواقع العسكرية.. الآن".
   وأضاف أن "الفرقة الرابعة لم تتمكن بعد مرور عامين على بدء الثورة من السيطرة على داريا، ولا على معضمية الشام، وهما مدينتان لا تبعدان عن المراكز العسكرية السلطوية لبشار الأسد سوى كيلومترات قليلة"، مشيراً إلى أن محافظتي درعا والرقة محررتان بالكامل تقريباً.
   من جهته أصدر الائتلاف بياناً خصصه للرد على خطاب زعيم حزب الله، وجاء في البيان الذي حصل "العرب اليوم" على نسخة منه: أمسى السوريون واللبنانيون على خطاب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، منتظرين منه أن يكف يده عن الآمنين في حمص ودمشق، وآملين من قيادة الحزب أن تعي خطورة الوضع في المنطقة وما آلت إليه الأمور بسبب تمسكها بنظام سياسي أجرم بحق الشعبين في البلدين. ولكن السوريين واللبنانيين لم يسمعوا إلا تهديدات تعودوها من نظام الأسد، وتحذيرات باحتراق المنطقة سمعوها من مسؤولي إيران، إضافةً لاعترافات بالتدخل السافر في شؤون سورية الداخلية، وذرائع تدعي حماية اللبنانيين في حمص وحماية المقامات الدينية في دمشق.
   وجدد الائتلاف الوطني السوري دعوته للحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها والإيقاف العاجل، بالوسائل الممكنة كافة للعمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله في المواقع القريبة من الحدود السورية. وتابع البيان "لقد آن الأوان للحكومة اللبنانية التي اتخذت سياسية النأي بالنفس، إلى التوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التي يمارسها حزب الله في تدخله في الشؤون السورية، عبر انخراطه السافر ووقوفه إلى جانب نظام الأسد في حربه على الشعب السوري، داخل سورية أولاً وعلى الأراضي اللبنانية من خلال الضغوط التي يمارسها على اللاجئين السوريين".
   وشدد الائتلاف على أن السوريين هم وحدهم المسؤولون عن الحفاظ على الأضرحة والمقامات في دمشق وغيرها من محافظات سورية، لا ميليشيات النظام أو عناصر الحزب، وأضاف وقفا للبيان "فهذه بلدنا وأرضنا وعليها تكون سيادة السلطة الشرعية التي يريدها الشعب، وإننا نذكر بالمساجد والكنائس والمقامات التي دمرها النظام وحرقها وخرّب طابعها الحضاري والأثري، والتي لم يذكر منها نصر الله شيئاً".
   وختم البيان "إن سقوط نظام الأسد هو إحياء للدولة وحماية للمنطقة من ظلام دامس قد يحيق بها، وإننا بدافع قلقنا العميق وحرصنا على استقرار الإقليم سنبقى ماضين في ثورتنا ومتخذين مطالب الشعب نبراساً في أي اتجاه نسير".