حكومة غزَّة تعيِّن ناطقة باسمها باللغة الإنكليزية

العبريَّة في الأمر محاولة من "حماس" لتلطيف صورتها عالميًا.
وأعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي والناطق باسم الحكومة المقالة المهندس إيهاب الغصين في تصريح إلى "العرب اليوم" التابعة لحكومته أن المكتب قرر تعيين ناطقة باللغة الانكليزية، وأشار إلى أن الإعلامية إسراء المدلل هي من ستقوم بهذا العمل "في إطار تنفيذ وتحقيق أهداف المكتب" للعام الجاري.
وأوضح الغصين إلى أن الهدف من وراء هذا التعيين يأتي في إطار "تطوير الخطاب الإعلامي الفلسطيني للغرب، والعمل على إيجاد ناطقين بعدة لغات أجنبية لتوصيل رؤية الحكومة والقضية الفلسطينية إلى الغرب".
كذلك أشار إلى أن تعيين ناطقة باسم الحكومة باللغة الإنكليزية يأتي في إطار "التعزيز والتأكيد على دور المرأة الفلسطينية، والتي لها دور مميز وكبير في خدمة القضية الفلسطينية"، لافتًا إلى أن المرأة أثبتت جدارتها في كل المجالات وخاصة في الوزارات والمؤسسات الحكومية.
والمدلل هي شابة فلسطينية تخرجت من كلية غرينغ التكنولوجية من مدينة برادفورد في بريطانيا، كذلك حصلت على شهادة الإعلام من الجامعة الإسلامية في غزة، وعملت مراسلة صحافية، إضافة إلى إخراجها لمجموعة من الأفلام الفلسطينية وترجمتها إلى اللغة الإنكليزية، كذلك عملت مقدمة برامج في قناة "الكتاب الفضائية"، ولها العديد من الكتابات الأدبية.
إلى ذلك، فقد أوضح الغصين أيضًا أن المكتب الإعلامي الحكومي يدرس تعيين ناطقين وناطقات بلغات أخرى غير اللغة الانكليزية، لتحقيق الأهداف المعلنة بخصوص توصيل رسالة الحكومة الفلسطينية للغرب.
وأعلن أن المكتب يعتمد اعتمادا كبيرا على "تعزيز دور الشباب الفلسطيني ليس في التواصل مع الغرب فقط، وإنما في كل المجالات والصعد".
واهتمت وسائل الإعلام العبرية بهذا الموضوع بشكل واضح، حيث عنونت صحيفة يديعوت أحرونوت" تقريرًا تمحور بشأن المتحدثة الجديدة باسم الحكومة المقالة في قطاع غزة بـ "وجه حماس الجديد"، وجاء في تقرير الصحيفة "أن إسراء المدلل البالغة من العمر 23 عامًا ستمثل حكومة التنظيم الارهابي في غزة أمام كاميرات وسائل الاعلام".
وبحسب الصحيفة فإن اسراء المدلل صحافية شابة وكاتبه عينتها حماس لتكون المرأة الأولى في حكومتها التي تشغل هذا المنصب.
وأضافت الصحيفة: "حماس قررت أخيرًا ايجاد شخصية جديدة لتعرض وجهة نظرها إلى العالم فاختارت إسراء المدلل وهي من عائلة أرستقراطية غزية قضت سنوات عدة من حياتها في بريطانيا، حيث درست في إحدى الكليات في مدينة ردفورد، وفي إطار وظفيتة اسراء الجديدة فتحت حسابات جديدة لها على مواقع فيس بوك وتويتر حيث بدأت تنشر الأخبار".
ونسبت الصحيفة إلى إسراء قولها "إنها تنوي تغيير الصور النمطية التي ألصقت بقطاع غزة، وأنها تنوي تمثيل الحكومة أمام وسائل الإعلام الغربية وأيضًا الإسرائيلية".
وأوضحت إسراء المدلل وهي صحافية تعمل في قناة "الكتاب" الفلسطينية المحلية التي تبث من غزة "تلقيت تكليفاً رسمياً من الحكومة كأول ناطقة باللغة الانكليزية باسم الحكومة الفلسطينية في غزة".
واكَّدَت ان هدفها هو"تغيير الصورة في الإعلام الغربي والإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني والحكومة في غزة وستكون لنا خطة عميقة ودقيقة لهذا المنصب".
وأعلنت المدلل أنها ستركز على"الخطاب الدبلوماسي والسياسي والإنساني أكثر لأنه أكثر جدوى من الخطاب الديني في تعاملها مع الإعلام الغربي والإسرائيلي". وأوضحت انها "ستُبلَّغ، الأحد، من الحكومة حدود صلاحياتها وهل سيكون في إمكاني التواصل مع وسائل الإعلام الاسرائيلية"، مؤكدة "لا أمانع في الحديث مع وسائل الإعلام الإسرائيلية إذا حصلت على إذن من الحكومة". وتمنع حكومة غزة الصحافيين في قطاع غزة من العمل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأوضحت المدلل إن "الإعلام الغربي بدأ يدرك ان الإعلام الاسرائيلي يزيف الحقائق ويتوجَّب علينا جهد كبير لمواصلة تعريف الإعلام الغربي بزيف الإعلام الاسرائيلي".
والمدلل درست المرحلة الأساسية في مدينة برادفورد في بريطانيا حيث كان والدها يكمل تعليمه العالي وليد المدلل استاذ العلوم السياسية والتاريخ في الجامعة الإسلامية في غزة حاليًا.
وقد حصلت على شهادة البكالوريوس في الصحافة والاعلام من الجامعة الإسلامية في غزة.
وأكَّدَت أن "هذا ما ساعدني لفهم الثقافة الغربية خصوصًا في بريطانيا".
وأخذت الصحافية والكاتبة الشابة إسراء المدلل عامًا كاملاً، حتى قررت الاستجابة لطلب من الحكومة المقال في غزة، بتعيينها ناطقة إعلامية باسمها باللغة الإنكليزية، لأنها لم تشأ أبدًا مغادرة الأدب إلى السياسة.
وإسراء ابنة الـ23 عاما، تنكب الآن على كتابة رواية جديدة، تخشى أنها لن تستطيع إنهاءها إذا ما أخذتها المسؤولية الثقيلة بعيدًا.
وأوضحت إسراء: "لدي كثير من الشغف بالأدب وليس بالسياسة".
وأكَّدَت: "أعرف أني سأفقد الكثير من المتعة ورغباتي في الحياة (...) أنا أحب أن أكتب، أن أواصل تعليمي، أن أقرأ، وسأفتقد كل ذلك".
وترى إسراء أن الأدب فيه كثير مما يعارض السياسية.. "الأدب ينبع من القلب، والسياسة لا تحتاج إلى القلب بل إلى العقل، وفيها قلب للمنطق والحقائق أحيانًا. وأجد هذا صعبًا علي".
لكن الفتاة الملتزمة دينيًا والمحجبة لا تخطط لقلب الحقائق بالمفهوم الذي يعني قلب الحقيقة، ولكنها قصدت قلب الصورة عند الغرب وإسرائيل.
وبدأت إسراء تضع خططا جديدة لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عن غزة وحكومتها لدى العالم الغربي وفي إسرائيل.
وأعلنت: "سأتوجه إلى الإعلام الغربي والإسرائيلي، وسأعمل على تغيير الخطاب الإعلامي، وإيصال صورة مختلفة عن فلسطين وقطاع غزة".
وتدرك إسراء أن تغيير الصورة بحاجة إلى جهد أكبر وسنوات كثيرة، لكنها على الأقل ستخاطب العالم الآن من زاوية إنسانية، وليس دينية.
وأوضحت: "سأعمل على أنسنة القضية، وإذا كان المسؤولون لن يهتموا بمثل هذه اللغة، فأنا أعرف أن الشعوب الغربية ستفهمها".
وأعلنتت: "لا يفهم الغرب لغة الدين ولا السياسة بقدر ما يفهم لغة الإنسان".
وعاشت إسراء في بريطانيا، ودرست المرحلة الأساسية في برادفورد، حيث كان والدها وليد المدلل يكمل تعليمه العالي.
ويعمل الوالد الآن أستاذا للعلوم السياسية والتاريخ في الجامعة الإسلامية في غزة، بينما يقيم ويدرس بعض أشقائها في لندن.
وتؤكِّد الناطقة الجديدة أن السنوات التي قضتها في بريطانيا ساعدتها كثيرًا على فهم الغرب.
وتعمل إسراء الآن على تمضية وقت أطول في متابعة الإعلام الغربي، وتريد أن تبدأ في دورات لتعلم اللغة العبرية لمتابعة الإعلام الإسرائيلي بشكل مباشر، ومن دون مترجمين.
وتؤكِّد: "أتعرف وأتعلم كل شيء الآن عن الإعلام الإسرائيلي والغربي والأميركي، وأقضي وقتًا أطول في القراءة ومشاهدة القنوات المختلفة".
وحصلت إسراء على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية في غزة، وعملت مراسلة صحافية في قناة "برس تي في"، إضافة إلى إخراجها لمجموعة من الأفلام الفلسطينية، وترجمتها إلى اللغة الإنكليزية، وتعمل الآن مقدمة برامج في قناة "الكتاب" الفضائية.