قمع الصحافيين في العراق

الموصل، منذ أوائل تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقال مسؤولوا الأمن العراقيون بأنهم يحققون في عمليات القتل، والتي كان آخرها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، لكنها لم تلق القبض أو توجه اتهاماً لأي شخص على صلة بتلك الاغتيالات".
وأضافت المنظمة أن "السلطات الأمنية العراقية صعّدت من ملاحقاتها الجنائية في حق صحافيين بتهمة التشهير، وزادت من المضايقات الأخرى عليهم"، مبينة أن "قوات الأمن ألقت القبض على ثلاثة صحافيين، وصادرت معداتهم، بعد تغطيتهم لموضوعات سياسية حساسة، مثل سوء الأوضاع الأمنية، والفساد، وسوء الخدمات، وتضرر السكان من الفيضانات، مع إلقاء القبض على صحافي آخر، بتهمة التشهير، بسبب مقال يتهم فيه مسؤولين بالفساد".
ولفت التقرير إلى أن "الصحافيين في العراق يواجهون تهديدًا مزدوجًا من عصابات مسلحة تطلق النار عليهم، ودعوات قضائية بتهم توجه إليهم، لا لشيء سوى لما يكتبونه، وكان للموجة الأخيرة من الاغتيالات، أثر مروع على الصحافيين، الذين يخاطرون بتعرضهم للملاحقة القضائية على يد السلطات نفسها التي من المفترض أن تقوم بحمايتهم".
وانتقدت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها "عدم تنفيذ الحكومة لوعودها بإجراء تحقيقات، مع عدم صدور أية معلومات عن تلك التحقيقات"، مشيرة إلى أن "السلطات العراقية تتحدث عن نيتها بشأن القيام بإجراء تحقيقات بهذه الاغتيالات، ولكن بالكلام فقط".
ولفتت المنظمة إلى أن "الحكومة لم تكلف نفسها حتى بإجراء تحقيقات مع شهود عيان، ولم تقم بأية عملية اعتقال واحدة في حق مشتبه به، أو توجه تهمة واحدة للمسلحين، الذين يتجولون طلقاء ويغتالون الصحافيين في وضح النهار".
وفي سياق متصل، استنكرت عضو لجنة حقوق الإنسان النيابية أشواق الجاف، الجمعة، الاستهداف المتكرر للصحافيين والإعلاميين، وفيما اعتبرته انتهاكًا لحقوق الإنسان، ومحاولة لإسكات الصوت الإنساني الحر، شدّدت على ضرورة توفير الحماية لهم في كل مكان وزمان.
وأوضحت الجاف، في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "قوى الشر تتكالب لإسكات صوت الحق، وصوت الضمير الحي، الذي يكون قريبًا من هموم المواطن ومعاناته، عبر استهداف شريحة الإعلاميين، التي تعتبر رابطًا مهمًا بين المسؤول والمواطن".
وطالبت الجاف الحكومة الاتحادية، والحكومات المحلية، بـ"توفير الحماية للصحافيين وإيجاد بيئة مناسبة تتلائم وعملهم الإنساني خدمة للصالح العام".
ويعد العراق واحداً من أخطر البلدان في ممارسة العمل الصحافي على مستوى العالم، حيث شهد مقتل ما يزيد على 360 صحافياً وإعلامياً منذ سقوط النظام السابق عام 2003.