تونس ـ أزهار الجربوعي كشفت تقارير إعلامية، أنَّ وزير التعليم العالي والبحث العلمي في تونس، المنصف بن سالم، عيَّن نفسه في منصب أستاذ محاضر لمادة الرياضيات في المدرسة الوطنية للمهندسين في صفاقس، بأقدمية 25 عامًا، تنفيذًا لمقتضيات مرسوم العفو التشريعي العام الذي يقضي بإعادة المظلومين إلى سالف عملهم ورد الاعتبار المادي والمعنوي لهم، عما يعرف في تونس بـ"سنوات الجمر" والإقصاء خلال فترة حكم النظام السابق، فيما انتقد العديد من المراقبين، تعويض وزراء النهضة عن سنوات الإضطهاد، باعتبار أن ذلك سوف يرهق موازنة الدولة، خاصة أنَّه بإمكانهم الاستغناء عن هذه التعويضات وإستثمارها لصالح العاطلين، لكنَّ آخرين رأوا أنَّه حق طبيعي للدكتور المنصف بن سالم الذي حرم من التدريس في الجامعة في عهد الرئيس المخلوع بسبب انضمامه للحراك الإسلامي وحركة النهضة.
وحُرِم المنصف بن سالم من التدريس في الجامعة التونسية منذ تشرين الثاني /نوفمبر1987، بعد أن شطب الرئيس المخلوع اسمه من قائمة التدريس، قبل أن يصدر في شأنه حكم من محكمة أمن الدولة بالسجن مدة 10 سنوات أشغال شاقة و 10 سنوات مراقبة إدارية.
وظل بن سالم إلى العام 1989 بحالة إيقاف وبعد أن غادر السجن تم منعه من العمل، وهو ما اضطره إلى بيع الخضر ليكسب قوته، رغم أنَّه حاصل على دكتوراه دولة في الرياضيات من أكاديمية العلوم بباريس ودكتوراه دولة في الفيزياء ودبلوم في الهندسة الآلية برتبة مشرف جدًا، كما أنَّه أستاذ مشارك في المركز الدولي للفيزياء النظرية وعضو الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
ويشغل منصب مقرر في المركزية الدولية للرياضيات في برلين وعضو المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا وعضو اتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب ونائب رئيس مؤتمره الرابع وعضو في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وعضو اللجنة الوطنية للبحوث العلمية في تونس وأستاذ الرياضيات والفيزياء في كلية العلوم والهندسة في مدينة صفاقس ومعهد الرسكلة والتكوين المستمر في تونس.