ناشطة بيئة إيرانية تتعرّض للتعذيب

كشفت قناة "بي بي سي" الفارسية أن الناشطة الإيرانية في مجال البيئة، نيلوفر بياني، تعرضت للتعذيب لمدة 1200 ساعة من قبل استخبارات الحرس الثوري الإيراني لتعترف قسرًا بـ"التجسس" لصالح الولايات المتحدة.

وكانت محكمة ثورية في طهران حكمت بالسجن على نيلوفر بياني بالسجن لمدة 10 سنوات، إلى جانب 7 آخرين من نشطاء منظمة "التراث الفارسي للحياة البرية" حكم عليهم بمدد تتراوح بين 5 و10 أعوام في السجن.

وأرسلت بياني، التي تعد المتهمة الثانية في ملف نشطاء البيئة في إيران، عدة رسائل إلى مسؤولين إيرانيين تشكو فيها من قيام استخبارات الحرس الثوري الإيراني، لإرغامها بالإدلاء باعترافات قسرية تحت التعذيب، بحسب تقرير "بي بي سي"، وفي إحدى الرسائل قالت نيلوفر إن التحقيق معها زاد عن 1200 ساعة تحت أشد أنواع التعذيب النفسي والضرب والاعتداء الجنسي.

أرغموها على تقليد أصوات الحيوانات

وكشفت بياني أن عناصر الاستخبارات أجبروها أثناء التحقيق على تقليد أصوات الحيوانات البرية، وهددوها بالحقن بإبرة فارغة تؤدي إلى شلّ جسمها إذا رفضت ذلك.

 

وأکدت أنهم أروها صورا من جسد کافوس سيد أمامي، رئيس منظمة "التراث الفارسي للحياة البرية" وهددوها: "هذه هي نهايتک مع أفراد عائلتک إذا لم تنفذي کل ما نطلبه منك".

يذكر أن إمامي، تُوفي في ظروف مريبة في سجن "إيفين" سيئ السمعة في طهران بعد يومين من اعتقاله في فبراير/شباط 2018، في حين تؤكد عائلته أنه قُتل تحت التعذيب من قبل استخبارات الحرس الثوري.

وبعد ذلك، زعم القضاء الإيراني أن إمامي أستاذ علم الاجتماع، البالغ من العمر 65 عامًا، انتحر بسبب أدلة التجسس ضده، لكن عائلته ومعارفه والمدافعين عن حقوق الإنسان رفضوا هذا الادعاء دائمًا.

الخوف من الاغتصاب

وفي رسالة لها في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، عبرت بياني عن خوفها الدائم من تنفيذ التهديدات الجنسية والاغتصاب، التي کانت توجه لها.

 

وكتبت: "لو عُرضت تسجيلات التحقيق، ستكشف عما كان يقوم به المحقق الذي يحمل الاسم المستعار حميد رضايي، من معاملة قاسية معي حيث لا يزال جسمي يرتعد خوفا كلما ذُكر اسمه".

وأضافت: "بسبب سلوكه غير الأخلاقي كانت تتملكني الرهبة کلما تأخر التحقيق إلى ساعات متأخرة من الليل، وكنت أکتب وأعترف بکل مايطلبه مني، خوفًا من أن يغتصبني".

القيام بأعمال غير أخلاقية

هذا وكشفت بياني في رسالة أخرى كانت قد وجهتها للمرشد الإيراني علي خامنئي، في فبراير/شباط من العام الماضي، عن قيام 7 رجال مسلحين باقتيادها من السجن إلى فيلا خاصة بمنطقة لواسان في طهران، لمواصلة التحقيق، بينما تعمدوا القيام بأعمال غير أخلاقية أمامها في مسبح الفيلا، وإجبارها على مشاهدة هذه السلوكيات بهدف استفزازها، حسبما ذكرت في الرسالة.

 

وفي رسالة أخرى إلى حسيني رئيس القسم "2 ألف" في سجن "إيفين" بطهران بتاريخ 16 يناير/كانون الثاني 2019، وصفت بياني جانبا آخر من قساوة المحققين معها حيث کتبت: "كنت أتعرض لأقذر الإهانات الجنسية لساعات طويلة من قبل فريق کبير من المحققين، حيث کانوا يرغموني على أن أشارك في أحاديث جنسية".

وفي إشارة إلى عدم جدوى شکاواها إلى المسؤولين، قالت بياني إن "کل من کنت أطلب منه المساعدة من المسؤولين تجاهلني، رغم أن الضغوط والتهديدات والتعذيب كان يتضاعف ضدي".

وأضافت: "كان المحققون يقولون لي: لا تعاندي جهاز الاستخبارات".

القضاء في قبضة الاستخبارات

وفي رسالة أخرى بتاريخ 24 يناير 2019 وجهتها إلى رئيس القضاء الإيراني السابق، صادق آملی لاریجاني، کتبت بياني أن عناصر المخابرات أخبروها أنهم سيحاسبون القاضي إذا لم يصدر الحكم الذي يريدونه ضدها.

 

ونقلًا عن مصدر مطلع، التقت بياني، في أغسطس/آب 2019 بمدعي عام طهران، عباس جعفري دولت آبادي، وأبلغته أن اعترافاتها کانت تحت التهديد والتعذيب وغير حقيقية، إلا أنه قام بالتصديق على الاعترافات.

 

ولم تتم الاستجابة لمطالبة بياني، بعدم إصدار حكم ضدها بناء على اعترافات أخذت منها قسرا أثناء التعذيب، وكذلك اعتمادا على التقارير السرية الصادرة ضدها من الحرس الثوري.

 

وكشفت الناشطة عن سائر الأساليب التي مورست عليها أثناء الاعتقال، مثل التهديد اليومي بالإعدام والسجن الانفرادي لمدة 8 أشهر في زنزانة ضيقة جدا، وجلسات تحقيق مرهقة تمتد من 9 إلى 12 ساعة يوميا وهي واقفة، وإرغامها على الدوران حول نفسها بعينين معصوبتين.

كما قالت إنها كانت تتعرض باستمرار للشتائم الجنسية والألفاظ النابية، بالإضافة إلى قيام محقق آخر معمم كان يدعي بأنه مخول بالتعزير بأمر من حسين طائب، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، بتخييرها بين 50 إلى 70 جلدة يوميا أو الاعتراف بما يطلبوه منها.

قد يهمك ايضا :

فتاة تقطع رأس والدتها وتتركه أمام منزل الجيران في مدينة سيدني

10 معالم سياحيه في سيدني الأسترالية أبرزها ميناء دار لينغ وحديقة هايد بارك