القصف الإسرائيلي على القطاع الزراعي

أكَّدت وزارة الزراعة، في غزة، أن "أضرار قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الزراعية في غزة، شملت تدمير 70 دونمًا من الدفيئات المزروعة، و15 دونمًا من الحمضيات، و10 دونمات من العنب، و20 دونمًا من الخضار المكشوفة، و30 مخزنًا من مستلزماتها".
وأوضحت الوزارة في تصريح صحافي، "بالإضافة إلى ذلك أدى القصف إلى تدمير شبكات ري وكهرباء ومعدات زراعية ومحاصيل جاهزة للتسويق وحدوث حفر عميقة".
وقدّرت الوزارة، مجمل الخسائر الأولية الناجمة عن القصف الإسرائيلي لتلك الأراضي في خان يونس خلال الأيام الماضية، بمليونين ونصف المليون دولار.
وأكَّد وكيل وزارة الزراعة، محمد جادالله، أن "استهداف الاحتلال للأراضي الزراعية، يأتي في إطار السعي الإسرائيلي الحثيث لتدمير الاقتصاد الفلسطيني، ومحاولة لتكبيد المزارعين والمستثمرين أكبر خسارة ممكنة".
ودعا جاد الله، المؤسسات الحقوقية والدولية، إلى "توثيق جريمة الاحتلال الجديدة في حق القطاع الزراعي والاقتصادي في قطاع غزة، ولاسيما في ظل الوضع الاقتصادي الصعب بفعل الحصار".
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الزراعة عمدت إلى الاستفادة من أراضي المستوطنات في قطاع غزة سابقًا، عقب الانسحاب الإسرائيلي منها، وذلك ضمن خطة لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني، ومحاولة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية المختلفة.
وتلقى منتجات المحررات المعروفة بجودتها العالية رواجًا كبيرًا بين الغزيين، الذين يقبلون على شرائها إذا ما كان في جيوبهم ما يكفي لدفع أثمانها، وتتميز تلك المنتجات بطعمها ورائحتها الطبيعية، لكونه لا يدخل في زراعتها أي مواد كيماوية ضارة.
وزرعت المحررات شتى أصناف الحمضيات والفواكه والخضراوات، مثل: "الكلمنتينا"، والبرتقال، والمانجا، والعنب، و"الجراسيا"، والخوخ، والمشمش، والتفاح، والبطيخ والشمام، والفلفل، و"البندورة"، والكثير من الخضار الموسمية.
وتشغل المحررات، مئات العُمَّال الفلسطينيين، ولاسيما في مواسم الحصاد، وقطف الثمار الناضجة، مثل: الخوخ والعنب والبطيخ والشمام، التي تملأ في مثل تلك الأيام أسواق غزة وتلقى إقبالًا متزايدًا عليها.
وأكد مسؤولون في وزارة الزراعة، في غزة، على "تجنب استخدام المواد الكيماوية في زراعة منطقة المحررات، والاعتماد على السماد والمواد العضوية، وأيضًا على أشتال ذات نوعيات جيدة، وظهر ذلك على ثمار تلك المزروعات من حيث حجم الثمار الطبيعية، وطعمها اللذيذ، ورائحتها الجذابة، بخلاف الفواكه والخضار المستوردة، عبر معبر كرم أبوسالم الذي يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي".
وينتظر المحررات، مستقبل واعد لتكون سلة الغذاء للقطاع، كما يعول القائمون عليها على الدعم العربي والإسلامي، لتعزيز دورها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضار والفواكه واللحوم والألبان، وبيض المائدة، الذي بات بمقدور القطاع تصديره.