الفلكيّون يتوقّعون زخّات جديدة كثيفة للشهب

أكّد مقرر لجنة المواقيت والأهلة في دائرة قاضي القضاة الأردني الفلكي عماد مجاهد أن الغلاف الجوي لكوكب الأرض سيشهد الليلة زخات كثيفة من الشهب من المتوقع أن تصل إلى "200" شهاب في الساعة، وربما تتطور إلى عاصفة من الشهب، أي يظهر عدد أكبر بكثير من الشهب في السماء.
وأوضح مجاهد لـ "العرب اليوم" أن كوكب الأرض وأثناء دورانه حول الشمس سيعبر النهر الغباري الناتج عن أحد المُذنَّبات الحديثة مساء اليوم السبت, حيث يُتوقع أن يشاهد أكثر من 200 شهاب في الساعة , منوهاً أن هذه الزخات ستشاهد للمرة الأولى في تاريخ الفلك.
وأشار مجاهد إلى أنه في الثلاثين من شهر نيسان/ أبريل 2014 الماضي التقط العلماء من مرصد فلكي قطره 20 بوصة (100 سنتمتر) في نيومكسيكو صورة واضحة للمُذنّضب الجديد P209/LINEAR ، وظهر المذنَّب باهتا وصغيرا حيث انه على الرغم من مقدار لمعانه البسيط الذي وصل إلى القدر 14 من اللمعان، ومدة تعريض 3 دقائق ومن خلال تلسكوب 20 بوصة، ومع ذلك ظهر المذنَّب على شكل نقطة باهتة في كوكبة الدب الأكبر، وكان المذنَّب على مسافة 40 مليون كيلومترا من الأرض أثناء التقاط الصورة، وفي التاسع والعشرين من أيار/ مايو الجاري سيكون المُذنّب في اقرب نقطة له من الأرض على مسافة 8،3 مليون كيلومترا فقط.
وسيكون النهر الغباري الناتج عن المُذنَّب "مشحونًا ومليئًا" بالذرات الغبارية التي يتوقع أن تخترق الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدًا تصل إلى 100 كيلومترًا في الثانية الواحدة، أي أن سرعتها تفوق سرعة طلقة البندقية أثناء عبور الأرض للنهر الغباري في الرابع والعشرين من أيار/ مايو الجاري إن شاء الله، وأنها تحترق على ارتفاع 120 كيلومترًا من فوق سطح الأرض، وتتحول إلى رماد بعد احتراقها على ارتفاع 60 كيلومترًا تقريبًا عن سطح الأرض، لذلك فان هذه الشهب تحترق في الغلاف الغازي للأرض ولا تصل إلى سطح الأرض على الإطلاق.
ويتوقع العلماء أن تكون مناطق أميركا الشمالية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط ومن ضمنها سماء المملكة من أفضل المناطق على الأرض لرؤية زخة الشهب في الرابع والعشرين من شهر أيار/ مايو الجاري، حيث تعبر الأرض مدار المُذنَّب الذي يترك الذرات الغبارية على شكل نهر من الغبار في مداره، ويُتوقع أن تكون نقطة الإشعاع Radiant أي المنطقة التي تظهر من جهتها الشهب في السماء في كوكبة "الزرافة" Camelopardalis القريبة من القطب السماوي الشمالي.