الكاتب والناقد والبروفيسور محمد لمين بحري

اعتبر الكاتب والناقد والبروفيسور محمد لمين بحري أن هناك من كتاب الرواية من يغطي ضعف البناء السردي لديه بقوة اللغة وجزالة الألفاظ وشعرية الأسلوب، وهؤلاء في الغالب آتون من أقاليم الشعر والخاطرة، كما أن هناك صنف آخر يغطي، ضعفه اللغوي بقوة الحبك والبناء، اعتمادا على تمكنه من هندسة السرد وصنعته، بفضل طول باعه في القراءة وعمق اطلاعه على نفائس هذا الجن، عربيا وعالميا.

وأضاف بحري، أن الصنف الأول بحاجة إلى مدقق فني قد يعيد هيكلة عمله (وهذا فيه تدخلات تصحيحية جسيمة تهدد قبول نصه، وقد لا يتقبلها الكاتب)، بينما لا يحتاج الصنف الثاني إلا لمدقق لغوي حتى يخرج العمل متزنا. لمواجهة القراء، وهذا أقرب إلى مقبولية النشر من الصنف الأول، لأن نسبة التدخل التصحيحي فيه شكلية لغوية وليست فنية تمس نواته الاجناسية، وأسلوبه السردي، مضيفا أن التراجيديا هنا تكمن في أن دور النشر لا تمتلك النوعين السابقين من اللجان المختصة في مراجعة الأعمال، والكوميديا هي ما تشاهدون في السوق من مهازل أدبية ناتجة عن هذه المعاملة بين هذا النوع من المقاولين من أصحاب حوانيت الطبع والمبدعين الباحثين عن مكانة في سوق الرواية.ر