إليزابيث وولبرز

من الجزائر، وجهت ألمانيا رسائل مشفرة إلى المغرب، أطلقتها سفيرة جمهورية ألمانيا الاتحادية، إليزابيث وولبرز، بعد استقبالها من قبل الرئيس، عبد المجيد تبون، تخص علاقات التعاون بين الجزائر وبرلين والقضية الصحراوية.

السفيرة الألمانية وصفت العلاقات الجزائرية الألمانية بـ”الممتازة”، في الوقت الذي تعيش فيه العلاقات الألمانية المغربية أزمة كبيرة، منذ مطلع الشهر الجاري، وهي التصريحات التي أعقبت لقاءها بالرئيس عبد المجيد تبون، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية.

وقالت وولبرز: “لقد تطرقنا إلى إمكانية تثمين علاقاتنا الثنائية أكثر، وخاصة في المجال الاقتصادي، الذي يمثل أحد المجالات القوية في علاقاتنا”. وتحدثت الدبلوماسية الألمانية عن دور بلادها في دعم الاقتصاد الوطني، قائلة: “لطالما ساهمت (ألمانيا) عبر شركاتها في تنويع الاقتصاد الجزائري من خلال توفير مناصب العمل ونقل التكنولوجيا”.

الدبلوماسية الألمانية أشارت إلى التعاون في قطاع الطاقة، وأكدت أن الأمر يتعلق “بشراكة قائمة على مسائل الانتقال الطاقوي، حيث يوجد العديد من المشاريع للتطوير خاصة في مجال الهيدروجين الأخضر”. كما تحدثت السفيرة الألمانية عن زيارة وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، شمس الدين شيتور، إلى ألمانيا للمشاركة في “لقاء دولي رفيع المستوى حول الحوار الدولي في الطاقة”.

وبخصوص القضية التي كانت من بين أبرز الأسباب التي تقف خلف “بدعة” قطع المغرب التواصل مع السفارة الألمانية في الرباط، شددت السفيرة على أن “ألمانيا ترافع من أجل حل قائم على القانون الدولي في إطار مسار الأمم المتحدة”، كما عبرت عن أملها “في أن يتم تعيين مبعوث أممي خاص إلى الصحراء الغربية في القريب العاجل، من أجل إعادة بعث المسار”.

الرسالة الأولى التي أرادت السفيرة الألمانية توجيهها للرباط من خلال وصف العلاقات الجزائرية الألمانية بـ”الممتازة”، مفادها أن برلين مرتاحة لعلاقاتها المتميزة مع الجزائر، وأن ما أقدمت عليه حكومة المخزن بتعليق التواصل مع سفارتها في الرباط، سوف لن يؤثر على علاقات ألمانيا مع دول المنطقة المغاربية التي تعتبر الجزائر محورها، بل يزيد من عزلة المغرب.

أما الرسالة الثانية والمتعلقة بالموقف الألماني من القضية الصحراوية، مفادها أن برلين ماضية في سياستها الداعمة لحق الشعب الصحراوي في حق تقرير مصيره وفق قرارات الأمم المتحدة، وأنها غير عابئة بغضب المغرب إزاء هذا الموقف.

وأرجعت تقارير غضب الرباط من برلين، إلى تصدي هذه الأخيرة لقرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي اعترف بالسيادة المزعومة للمغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة، بانتقاد القرار في أوانه، والدعوة لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، لبحث قرار ترامب، فضلا عن تصدي ألمانيا لبعض المساعي الأوروبية على مستوى الاتحاد الأوروبي، وقطع الطريق على خطوة مشابهة حضرت لها فرنسا، باعتبارها واحدة من الدول الأوروبية القليلة، التي تدعم سياسة المخزن إزاء القضية الصحراوية.

وكانت الخارجية المغربية، قررت مطلع الشهر الجاري، قطع علاقات التواصل بشكل كامل مع سفارة ألمانيا الاتحادية بالرباط، وأرجع وزير الخارجية ناصر بوريطة، القرار في مراسلة وجهها إلى رئيس الحكومة القرار إلى ما وصفه “سوء التفاهم العميق مع ألمانيا في قضايا أساسية تهم المملكة المغربية”، والذي أحبط مناورة أوروبية لطالما حلمت بها الرباط.

قد يهمك ايضاً

سفير الجزائر بفرنسا يسلم الراية الوطنية لعائلة الشهيد علي بومنجل

"الرئيس عبد المجيد تبون" معاول الهدم سيكون مآلها الخيبة