منح برلمان الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس الطالبة الباكستانية مالالا يوسفزاي جائزة سخاروف لحقوق الإنسان، وهي أرفع جوائز الاتحاد في هذا المجال. وفي أول رد، اعتبرت حركة طالبان الباكستانية أن مالالا "لم تفعل شيئا" يستحق منحها هذه الجائزة. وكانت مالالا قد نجت من محاولة لاغتيالها نفذتها طالبان العام الماضي احتجاجا على آرائها التي تتعارض مع مبادئ الحركة. وحذرت طالبان حينذاك من أن أي شخص يتعرض لمبادئ الحركة سيلقى المصير نفسه. وأصبحت الطالبة الباكستانية البالغة من العمر 16 عاما، منذ ذلك الحين رمزا عالميا لقضية تعليم الإناث، وألقت في يوليو/تموز الماضي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تعهدت فيها بعدم التخلي عن قضيتها. وقالت في خطابها أمام الجمعية "لم يتغير شيء في حياتي سوى أن (مشاعر) اليأس والخوف والضعف قد ماتت، وولد مكانها العزم والقوة والشجاعة". مالالا تتسلم جائزة السلام للطفل (الأوروبية) يذكر أن هذه الطالبة الباكستانية قد حصلت على دعم إعلامي غربي واسع، فعندما كانت في الـ11 من العمر خصصت لها "بي بي سي" مدونة في موقعها بلغة الأوردو، واستخدمتها لوصف شكل الحياة في وادي سوات شمال غرب باكستان تحت حكم طالبان. يذكر أن الوادي وقع تحت سيطرة طالبان عام 2007. وطالبت مالالا في مدونتها بإيجاد حل للصعوبات التي يفرضها حكم طالبان من وجهة نظرها، كما لفتت النظر إلى حرمان آلاف البنات من التعليم بعد أن سيطرت طالبان على وادي سوات. واختارتها مجلة تايم الأميركية كواحدة من أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم، وتحدثت عن رغبتها في ولوج عالم السياسة في المستقبل. وعندما شنّ الجيش الباكستاني هجوما على وادي سوات هربت مالالا مع عائلتها برفقة والدها الذي يعمل مديرا لمدرسة ويعتبر من الناشطين في مجال التعليم. ونشطت الطالبة الباكستانية في المناداة بحقوق التعليم للبنات بعد أن تركت وادي سوات، ومنحتها الحكومة الباكستانية جائزة السلام الوطني، كما نالت جائزة السلام العالمية للأطفال. وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، تعرضت لمحاولة اغتيال من قبل عناصر في طالبان وأصيبت بطلقة في رأسها، ونقلت إلى بريطانيا للعلاج حيث أجريت لها عملية ناجحة واستعادت عافيتها بعد فترة وجيزة.