سيدفن الفنان الكبير وديع الصافي في مسقط رأسه نيحا الإثنين وسيكون مدفنه "معلما ثقافيا" يزوره المحبون من كل أنحاء العالم بحسب عائلته. وأم دارة الصافي في الحازمية قبل ظهر الأحد معزيا، وفد كبير من بلدة نيحا الشوفية مسقط راسه، ضم مختلف عائلاتها واطيافها يتقدمهم الشيخ محمد ابو شقرا والدكتور غالب ابو زين وقائمقام المتن مارلين حداد. وتحدث باسم الوفد الدكتور ابو زين، فقال: "ان خسارة وديع الصافي ليست خسارة لعائلته الوطنية بل هي للشرق كله، لانه كان وسيبقى رمزا حضاريا اغتنى به وطنه والشرق كله". وطلب الوفد من العائلة بان يوارى جثمانه في بلدته نيحا "ليكون معلما ثقافيا وحضاريا ومتحفا يزوره كل اللبنانيين ومحبيه وكل اتحاد العالم". بدوره، القى فادي نجل الفقيد كلمة استجاب فيها لطلب وفد بلدة نيحا، مؤكدا "دفن الفقيد في مسقط راسه، لانها عزيزة على قلبه وبها نشأ وروحه تغنى بهوائها". ومن الذين تكلموا ايضا مختار بلدة الدكوانة جورج ابو عبود الذي تمنى "ان يدفن في بلدة الدكوانة حيث اقيم له مدفن كبير، ولكن نزولا عند رغبة ابناء بلدته فسنلبي الطلب". يذكر أنه تقام مراسم جنازة الصافي الذي توفي مساء الجمعة، يوم الإثنين المقبل في كاتدرائية مار جرجس وسط بيروت. إلى ذلك غرّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم على "تويتر" قائلا أن "غياب الفنان الكبير وديع الصافي خسارة وطنية على مستوى الفن اللبناني التراثي". ونوه "بالمسيرة الطويلة للراحل الكبير الذي غنى لبنان وحمله في قلبه الى اصقاع الارض ولا تزال اغنياته صدى لهذا العطاء من جيل الى جيل". يذكر أن الفنان الكبير واسمه وديع فرنسيس مسيرته الفنية عام 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناءً وعزفًا، من بين أربعين متباريًا، في مباراة للإذاعة اللبنانية، أيام الانتداب الفرنسي. في خمسينيات القرن الماضي، قال عنه الفنان محمد عبد الوهاب، حين سمعه يغني: "من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت". ولُقب بـ"صاحب الحنجرة الذهبية"، وقيل عنه في مصر إنّه "مبتكر المدرسة الصافية (نسبة إلى اسمه وديع الصافي)، في الأغنية الشرقية". كان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد. أصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضًا، واقترن اسمه بلبنان.