يحمل توني فاكارو (90 عاما) الذي التقط عندما كان جنديا بسيطا، ما لا يقل عن الف صورة حول تحرير اوروبا انطلاقا من شواطئ النورماندي وصولا الى برلين، رسالة وحيدة في الامس واليوم مفادها "ان الحرب سخيفة" . يقول الجندي السابق الذي لا يزال يتمتع بعينين ثاقبتين لوكالة فرانس برس "التقطت هذه الصور لاظهر الحرب على حقيقتها، لاظهر انها شيء سلبي. لا تطوعوا ابدا للمشاركة في حرب! هذه هي رسالتي الى الشباب، الى السذج". وسيعرض حوالى مئة من اعماله في نصب كاين في الربيع للمقبل في اطار الذكرى السبعين للانزال الحليف. ويؤكد المقاتل السابق انه كان "ينبغي" بطبيعة الحال التخلص من هتلر لكن " انظروا هنا الى هذه الجثة المنزوعة الذراعين والرجلين. لم يبق من الرأس الا الشفة السفلى. الصدر غائب كليا . هذه هي الحرب" معلقا على كاتالوغ صور احد معارضه. ويعود اخر معرض له في فرنسا الى العام 2010. وقد كرمته بعد ذلك مؤسسة "فيلي برانت هاوس" في برلين. ويرى مدير النصب "لقد التقط صورا افضل من تلك التي التقطها" روبرت كابا اول مصور محترف ينزل الى شوطئ اوماها بيتش ومؤسس وكالة "ماغنوم" بعد ذلك. وبصفته جنديا كان فاكارو في قلب المعركة من دون ان يكون مصورا رسميا. ويضيف ستيفان غريمالدي انه "كان يمتع بنظرة نضرة" لانه لم يكن محترفا. عند نزوله في منتصف حزيران/يونيو 1944 الى اوماها بيتش لم يكن توني فاكارو الا عضوا سابقا مواظبا في نادي التصوير في مدرسته. ويروي فاكارو الايطالي الاصل الذي فر من الفاشية في بدايات الحرب العالمية الثانية متوجها الى الولايات المتحدة "عندما قتلت اول الماني، بكيت. رميت بندقيتي ارضا وقطعت مسافة كيلومتر تقريبا ولجأت الى حفرة وقلت في قرارة نفسي +لو بقيت هنا يا توني ستكون خائنا لبقية حياتك وربما يعدمونك+. لذا عدت الى مكاني وعاودت اطلاق النار". وشكل "التحقيق" الذي اجراه مصور الحرب المرتجل بموافقة الضابط المسؤول عنه، نضالا بحد ذاته. فالجندي البالغ 21 عاما كان يجد بصعوبة متاجر لبيع افلام كوداك او اغفا وكان يظهر افلامه في خوذات الجنود. وعلى مدى 300 يوم من اوماها بيتش الى برلين مرورا ببروكسل، التقط توني فاكارو كل ما وقع عليه من الخوف في النظرات والجثث الممزوجة بالتراب او بالثلوج. وكان الصور تجمع احيانا بين الجمال والفظاعة. فهنا جثة ترقد الى جانب صور احبائها فيما تقبع في حفرة جثة امرأة تعرضت للاغتصاب. وهناك رزم ارسلتها عائلات اميركية بمناسبة عيد الميلاد بعد وفاة الاشخاص المرسلة اليهم. ويروي الجندي الذي اصبح بعد ذلك مصورا محترفا والتقط صورا لبيكاسو بعد سنوات طويلة "لقد اعطيناها الى الالمان الفقراء والى البلجيكيين". وتتعارض شهادته مع صور الفرح العارم التي تمثل عادة التحرير. الا توني فاكارو صور الفرحة ايضا. فصورة "قبلة التحرير" في 14 آب/اغسطس 1944 في سان برياك بين جندي اميركي وصبية وسط رقصة سكان البلدة، هي اشهر صوره. ويقول هذا الرجل الانيق الذي تلازمه الة التصوير من طراز "لايكا" العائدة الى ما بعد الحرب العالمية الثانية كظله "انها الامل، فهي تظهر ان البشرية يمكنها ايقاف الحرب".