جاء كتاب (الإعلام والأزمات – درس من البحرين) لمؤلفته الإعلامية البحرينية وجدان فهد جاسم حافلا بالمعلومات والوثائق الاستنتاجية والتحاليل العلمية للأزمة البحرينية 2011م من حيث التنوع والشمولية في طرح تداعيات تلك الأزمة وما سبقها من أحداث ممهدة لها والمتغيرات المحيطة في الوطن العربي، إلى جانب الأحداث التي تلت الأزمة وما قدمته مملكة البحرين من حلول كبيرة سعيا منها لرأب الصدع والشرخ في المجتمع البحريني الصغير. وقد وضعت المؤلفة كماً كبيراً من المعلومات بين يدي قارئ الكتاب لتسهيل فهم ما حدث في البحرين من أزمة سياسية وأمنية خلال شهري فبراير ومارس 2011م والتي تعد من أخطر الأزمات وأكثرها تأثيرا في تاريخ البحرين الحديث.. حيث بدأت المؤلفة في مقدمة كتابها بتعريف لمفهوم "الأزمات" وأنواعها وتأثيراتها على المجتمعات وطرق ووسائل علاجها، التي تأتي بحسب شدتها وتأثيرها على المحيطين بها، ودور الدول المتأثرة بشكل مباشر منها في إدارة تلك الأزمات والسعي ل "إنقاذ" مجتمعهم عبر سن قوانين وتشريعات في ظروف طارئة وغير متوقعة أحدثتها الأزمات . كما ركزت المؤلفة في مقدمة كتابها على الدور الذي يلعبه الإعلام في الأزمات – وهو العنوان الرئيسي للكتاب – والتخطيط الإعلامي الجيد في مواجهة الأزمات والكوارث، ودور الإعلام كذلك في الأزمات وسلطته التي تتجاوز في هذا الزمن قوة الأمن والاستخبارات الأمنية، خاصة وأن الإعلام يعتبر شاهدا على قوة الدول أو مفصل ضعفها عندما يكون فاعلا أو خاملا، وهو الذي يصنع الحقائق من الأكاذيب ويصنع الأكاذيب من الحقائق، ويردد نبض الشارع ويصنع صوت الحكومات كيفما أديرت دفته. وقد قسمت وجدان كتابها إلى خمسة فصول تناولت فيها بإسهاب كبير عدة أمور، حيث يأتي الفصل الأول للكتاب الذي حمل عنوانا "مدخل دراسة الأزمات والكوارث- خصائص الأزمات" قدمت المؤلفة من خلاله تعريفا للأزمة وعناصرها واستشهدت بدراسات وتحاليل استندت فيها على ذلك، فيما تناولت المؤلفة في الفصل الثاني من الكتاب أسس التخطيط الإعلامي للأزمات، حيث خرجت بخلاصة أفكار وتحليلات للتخطيط في الأزمات وبما يتميز بقوة المعنى والطرح .