التلقيح ضد الأنفلونزا

 تواجه وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات مشكلا عويصا يتعلق بعزوف الجزائريين عن التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، فبعد أكثر من شهر من انطلاق الحملة ونحن في عز فصل الشتاء تشهد المراكز الصحية إقبالا شبه منعدم على  التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، رغم مضاعفاتها الصحية التي تصل حد الوفاة والتي تقتل سنويا ما بين 150 و200 جزائري، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول تخوف الجزائريين من هذه اللقاحات التي تكبد خزينة الدولة سنويا أموالا طائلة. 

كثيرا ما نرى جزائريين يسارعون للحصول على مكان في قاعات انتظار المستشفيات ما إن يصابوا بوعكة صحية، أو يملأون العيادات الخاصة باحثين عن دواء يأخذونه للتخفيف  من آلامهم والحصول على القليل من الراحة، وفي المقابل يتفادون أخذ اللقاحات المتوفرة لدى الصيدليات احتجاجا بارتفاع ثمنها أو تخوفا من أضرارها الجانبية، فيفضلون المداومة على الأدوية بدل أخذ هذه اللقاحات التي يتخوف منها البعض ويردد عبارة “لا أدري ما المتواجد بداخلها”.

ورغم معرفة الجزائريين بخطورة الأنفلونزا، خاصة على بعض الفئات، المسنين منهم وأصحاب الأمراض المزمنة والنساء الحوامل، الا أنهم يجتنبون تلقي اللقاحات بالرغم من توفرها في المؤسسات الصحية العمومية والوكالات الصيدلانية الخاصة، وكما هو متعارف لدى الجزائريين فهم يبحثون عن الوقاية قبل الوصول إلى العلاج وأول خطوة نحو تحقيق ذلك هو تلقي اللقاحات.

ويرجع تخوف الجزائريين من هذه اللقاحات لغياب التربية الصحية والطب الوقائي مما فتح المجال لعلماء مجهولين ليستولوا على الساحة لعرض أفكار فاسدة في عقول الجزائريين مما زرع في نفوسهم عدم ثقة وغياب تام للثقافة الصحية، هذا ما أكده الدكتور فتحي بن أشنهو، طبيب مختص في الصحة العمومية، خلال تصريحاته للشروق: يرجع رفض وتخوف الجزائريين من هذه اللقاحات هو فقدان الشعب للثقة في النظام الصحي الجزائري، خاصة في السنوات الأولى من الاستقلال، وذلك بعد الإبادة التي تلقاها إزاء الاستعمار، وحاليا لاسترجاع ثقة المواطنين بالنظام الصحي الجزائري يجب على المعهد الوطني للصحة الوطنية العمل على نشر وتكثيف التربية الصحية بين المواطنين.

ويجدر الذكر أن الحملة انطلقت الشهر الفارط وستدوم إلى غاية شهر أفريل المقبل.

وقد أضاف بن أشنهو أن عدم نجاح الحملة التحسيسية راجع لغياب التنظيم، فلا يمكن البدء بالحملة التحسيسية مباشرة دون تقديم معلومات أولية عن الموضوع حتى تلقى تفاعلا وقبولا من قبل المواطنين، وما جعل الحملة لا تلقى قبولا كبيرا هو طغيان النظرة البيروقراطية المحضة على سيران الحملة، كما دعا السيد بن أشنهو المعهد الوطني للصحة للعمل على التوعية في إطار الطب الوقائي مما سيسمح بالقيام بتربية صحية وكسب ثقافة طبية لدى المواطنين.

قد يهمك أيضا:

تحذير طبي يؤكّد أنّ الخس والجزر لهما تأثير المخدرات على الأرانب

دراسة تؤكد أن التدخين يُسبّب ضعف قدرة الدماغ على مقاومة "ألزهايمر"