يعد اضطراب النوم لدى الأطفال من أكثر ما يؤرق الآباء، خاصةً إذا صحبه حالة من عدم الاتزان، مثل: الكوابيس، والفزع، و"نوبة التجول" -المشي أثناء النوم-، وهو ما يفسّر علمياً على أنه "إضطرابات إكلينيكية" عضوية وغير عضوية. ويُظهر كثير من مرضى الأرق؛ نتيجة صعوبة النوم، بعض الأعراض النفسية الأخرى كالشعور بالتوتر "الزعل"، والقلق، والاكتئاب "البكاء"، والمزاج المتقلب، والشعور بالخوف والضيق "الظلم والإهانة"؛ كما يُظهر مرضى الأرق عدة أعراض جسدية تتمثّل في الإحساس المستمر بالتعب، والخمول البدني، والارهاق الجسمي والعقلي، وسهولة الاستثارة الانفعالية، وقد تتكرر هذه الأعراض على الأقل خلال فترة لا تقل عن شهر، إلى جانب صعوبة الاستغراق في النوم أو الاستيقاظ منه، وأحياناً يلجأ الآباء إلى إجبار أبنائهم على تناول عقاقير طبية تحد من هذه الأعراض، غافلين عن أضرارها ومضاعفاتها على الطفل. وقالت "د.سلمى بنت صالح السبيعي" -مختصة في الإرشاد النفسي-: "تتمثل اضطرابات النوم في مجموعة من الاضطرابات الإكلينيكية، بعضها له أساس عضوي والبعض الآخر له أساس نفسي غير عضوي، وكثير من الحالات يكون اضطراب النوم واحداً من أعراض أي اضطراب آخر سواء كان اضطراباً عقلياً أو بدنياً، ولتحديد ما إذا كان اضطراب النوم لدى مريض بعينه هو حالة أولية مستقلة وليست ثانوية أو أنه يحدث نتيجة اضطراب آخر يجب الاستناد إلى الصورة الاكلينيكية لاضطرابات النوم"، مشيرةً إلى أنّها حالة يُصاب بها الفرد عادة في مراحل طفولته، وتمتد معه حتى مراحل المراهقة والرشد، ويحدث فيها عدم اكتفاء كمي أو كيفي من النوم، وقد تتفاقم أعراض مثل هذه الحالات فيلجأ بعض المرضى إلى استخدام "المنومات" حتى يمكنهم الاستغراق في النوم، ولذلك تنتشر الشكوى بين هؤلاء المرضى من صعوبة السكون إلى النوم والاستمرار فيه، وصعوبة الاستيقاظ المبكر أيضاً.