المواشي

تشهد أسعار الأضاحي التي تخضع هذه الأيام لعمليات بيع مسبق داخل زرائب سماسرة ومربين الأسابيع الأخيرة للمواشي بعديد الولايات ارتفاعا غير مسبوق، يبررها هؤلاء بالتهاب مماثل في أسعار الأعلاف، محملين بذلك المسؤولية شبه المطلقة إلى أصحاب المطاحن وعدم التدخل الملموس والمجدي لوزارة الفلاحة في دعم نشاطهم، حيث يتراوح حاليا سعر الأضحية ما بين 52 ألف دج إلى 80 ألف دج، وهي أسعار قابلة للزيادة أكثر عشية العيد.

“العين بصيرة واليد قصيرة”… هكذا هو انطباع كافة من قاموا مؤخرا بجس نبض السوق الفوضوية للمواشي من ذوي الدخل المتوسط بوهران، وهي إحدى الولايات التي طالها الغلاء غير المسبوق، هذه الفئة التي يتوقع الكثيرون أن يصل العجز عن اقتناء كبش العيد في أوساطها إلى ما فوق الـ50 بالمائة، لتلتحق بذلك بقائمة الزوالية الذين تعودوا خلال السنوات الأخيرة على عيد أضحى دون نحر، والمعنيون بذلك أكثر شريحة المنتسبين للوظيف العمومي والأجراء لدى الخواص برواتب تقل عن 50 ألف دج، ولا يرقى راتب شهر كامل من العمل إلى مستوى ثمن شراء خروف، حيث يجمع محدثونا على أن أسعار الأضاحي هذه المرة غير مسبوقة، بل وتفوق الحد المعقول، خاصة في غضون الثلاثة أسابيع الأخيرة في بعض حظائر المربين والموّلين، أين تسجل حاليا زيادات مجنونة في أسعار المواشي بفارق إضافي يصل إلى 10 آلاف دج أو أكثر للرأس الواحد مقارنة بتلك المرصودة مع بداية شهر ماي المنصرم وما قبله.

وفيما يرجع الموالون غلاء الأضاحي إلى تكبدهم نفقات مبالغ فيها لتغذية قطعان الماشية من طرف أصحاب المطاحن، وغياب الدعم للحفاظ على هذه الشعبة واستقرار أسعار الثروة الحيوانية فيها بسبب شح الأمطار وتداعيات وباء كورونا على القطاع، إلا أن الكثير من متابعي حركة سوق الماشية يؤكدون على أن الكبش الذي كان سعره في حدود 46 ألف دج خلال شهر أفريل الفارط، قد أصبح ثمنه حاليا لا يقل عن 55 ألف دج، فيما يقدر متوسط الأسعار على العموم قبيل العيد بأسواق وهران غير المعتمدة في حدود 62 ألف دج ما فوق بالنسبة

للأضحية من سلالة أولاد جلال، والتي قد تصل إلى 80 ألف دج أو أكثر في حال كان الكبش مكتنزا وأقرنا، مثل ما يستبعد بالنظر للمعطيات الراهنة انكماش الأسعار عشية العيد، وهذا على عكس التوقعات التي كانت سائدة خلال السنوات الماضية، وهو ما يدحض – حسب آراء هؤلاء – فرضية الغلاء الفاحش في الأسعار نسبة للعوامل المصرح بها من طرف من يعتبرونهم سماسرة الأضاحي، خاصة وأن أسعار اللحوم الحمراء على مستوى القصابات لا تزال مستقرة، ولم تتأثر بأعباء العلف المكلفة، بالإضافة إلى أن المؤشرات الأخيرة لأسعار المواشي ارتفعت فقط مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى، ولهم في ذلك ما يفسر الأسباب والنتائج معا، حسب قولهم دائما.

قد يهمك ايضاً

علماء يعثرون على قرية في "القرم" تعود إلى القرنين الـ14 و15

تجار وموالون يدعون إلى إيجاد بديل مؤقت لأسواق المواشي في الجزائر