قالت البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الأفريقي العاملة في دارفور "اليوناميد" أن رئيس البعثة  محمد بن شمباس شارك في الاجتماع السادس للجنة متابعة تنفيذ وثيقة "الدوحة" للسلام في دارفور، الذي عقد في الدوحة، في 23 أيلول/سبتمبر 2013. وقال شمباس، حسب بيان للبعثة، حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، أن "تحقيق تقدم كبير على الأرض مهم لنجاح عملية السلام، إذ أنّ وثيقة الدوحة قد رفعت من سقف الطموحات والتوقعات"، مؤكدًا  أنّ "غياب مثل هذا التقدم  من شأنه أن يقود للإحباط واللامبالاة، وأن يقلل من مصداقية وثيقة الدوحة"، وحذّر من أنّ "تدهور الوضع الأمني، الذي يتجلّى بوضوح متزايد عبر النزاعات القبلية، في العديد من مناطق دارفور، من شأنه تقويض تنفيذ مقررات وثيقة الدوحة، وإعاقة برامج التنمية، التي يجري تنفيذها تحت مظلة استراتيجية تنمية دارفور". وتحدث شمباس عن التقدم المحرز في مجالات العدالة، لاسيما في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة، وعزم المدّعي العام الخاص بجرائم دارفور على التحقيق في مقتل رئيس حركة "العدل والمساواة" (جناح بشر)، وسبعة من حفظة السلام، المنتمين لـ"اليوناميد"، في خور أبّشي، في تموز/يوليو الماضي، مشيرًا إلى "الحاجة لإحراز المزيد من التقدم في مجالات تحقيق العدالة، وترقية حقوق الإنسان، والحقوق الأساسية، وصونها"، متطرقًا إلى "المشاورات التي أجريت في أروشا، مع اثنتين من الحركات الدارفورية، غير الموقعة على وثيقة الدوحة"، معربًا عن أمله في "أن تقود هذه المشاورات لنتائج أكثر واقعية، وتؤدّي لإنهاء العنف، وتمهّد لبروز أجواء مستقرة، وسلام مستدام في الإقليم، وفي السودان ككلّ"، مجددًا "التزام اليوناميد بعملية السلام في دارفور"، وتابع "أستطيع أن أؤكد لكم أنّ اليوناميد ستفعل كلّ ما في وسعها لتيسير ودفع الجهود لصالح العملية السلمية". وأعرب شمباس عن بالغ تقديره لحكومة قطر "لدعمها الذي لا يتزحزح لجهود السلام، عبر عملها كشريك في وساطة دارفور، ولاستضافتها لهذين الاجتماعين". من ناحية أخرى، قالت البعثة الأممية العاملة في دارفور "اليوناميد" أن "المئات من المواطنين في الفاشر، عاصمة  شمال دارفور، شاركوا في إطلاق حملة (نحن بحاجة للسلام الآن)، التي نظمتها البعثة، والاتحاد الوطني للشباب السوداني، بغية دعم عملية السلام في دارفور. وتضمن الحدث، الذي نُظم أيضًا للاحتفال باليوم الدولي للسلام، موكبًا في وسط المدينة، وعروضًا شعبية، وحفلات موسيقية، في ملعب "الزبير" في المدينة. وحث نائب الممثل الخاص المشترك في "اليوناميد" جوزيف موتابوبا المشاركين بأن يصبحوا سفراء للسلام من الآن فصاعدًا، قائلاً "لن يتحقق السلام الدائم في دارفور دون مشاركتكم، والتزامكم نحو السلام"، موضحًا أن "السلام في دارفور هو أملكم لمستقبل أكثر إشراقًا، ومن حقكم أن يكون هناك سلام في دارفور"، وأضاف "نأمل أن لا يكتفي أطراف النزاع في الواقع، وجميع المحبين للسلام في دارفور بالاستماع إلى ما يقوله الشباب، بل يلعبوا دورًا نشطًا في استعادة وإحلال السلام الدائم في دارفور". وفي السياق نفسه، بيَّن رئيس "اتحاد الشباب" في ولاية شمال دارفور صالح أحمد الشيخ أن "الوقت قد حان لأن يترك الشباب القبلية"، مشيرًأ إلى أن "الشباب أقوياء بما يكفي لبناء السلام، وتحقيق الأمن والازدهار، وأن الوقت قد حان للجلوس مع جميع الحركات المسلحة، لمناقشة قضية الوطن". وتهدف حملة "نحن بحاجة للسلام الآن"، التي تستمر لمدة ستة أشهر، إلى تشجيع الشباب ليكونوا مشاركين ملتزمين نحو عملية السلام، عبر تزويدهم بالأدوات الضرورية، التي من شأنها أن تجعل السلام جزءًا من مناقشاتهم اليومية. وفي الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، شارك حوالي 50 من الشباب في دورة تدريبية نظمتها "اليوناميد" كجزء من الحملة ذاتها، بغية رفع الوعي بالمبادئ الأساسية للعدالة والمساواة، ومنع النزاعات، عبر المشاركة الجماعية، وأهمية انخراط الشباب في اتخاذ القرارات المهمة.