منعت السلطات السودانية عدداً من قيادات الأحزاب السودانية المعارضة من مغادرة الخرطوم إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر للحوار الإانساني الخاص بتناول عدة قضايا من بينها إيجاد رؤية مشتركة للمعارضة السودانية حول مستقبل السودان، وينظم المؤتمر مركز الحوار الإنساني في جنيف بدعم من الاتحاد الأوروبي، وقال عضو وفد أحزاب المعارضة والقيادي في حزب الأمة المعارض عبد الجليل الباشا، إن مدير المركز أبلغهم بأنه أطلع السلطات الحكومية بموعد قيام المؤتمر وبالأسماء التي ستشارك فيه، وأوضح الباشا في تصريحات لـ"العرب اليوم" أن السلطات كانت تعلم مشاركتنا في المؤتمر رغم ذلك منعته مع أخرين من السفرعبر مطارالخرطوم  في وقت متأخر من مساء السبت، ومن أبرز الذين   منعوا من السفر كمال عمر من حزب "المؤتمرالشعبي" بقيادة الترابي، وانتصار العقلي من الحزب "الناصري" وصديق يوسف من الحزب "الشيوعي" وفتحي نوري وأخرين، وانتقد الباشا هذه الخطوة، وقال إنها تؤشرعلى عمق الأزمة التي تواجه الحكومة السودانية حاليا، وإنها ستعيد إنتاج الأزمة، مضيفاً أن منع الحكومة للحوار يعني أنها تشجع العنف واللجؤ إلى منابر أخرى، مؤكداً أن المؤتمر يهدف إلى بحث الأزمة السودانية والوصول إلى رؤية مشتركة، وقال عبد الجليل الباشا إن المعارضة ترفض منعها من المشاركة في المنابروملتقيات الحوار، مضيفاً أنه من المستغرب أن يتخوف النظام من عقد لقاء  يضم سودانيين للتفاكر حول قضايا بلادهم. وفي تعليق له يقول عضو القطاع السياسي في الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني) الدكتور ربيع عبد العاطي عبيد أن الحكومة لا تمنع الحوار، مضيفاً في تصريحات لـ"العرب اليوم" : في اعتقادي قرار منع هؤلاء من السفر ليس مرتبطاً بأمر سياسي، وقد يعود المنع إلى قضايا أخرى لاعلاقة لها بالسياسة، وأكد أن  الحكومة مع الحوار في أي مكان وزمان، وأن السلطات لاتمنع من يريد مغادرة السودان أو دخوله، وأن الحوار له أكثر من باب ، وفي سؤال لـ"العرب اليوم" عن اتهام المعارضة للحكومة بأنها تراهن على الوقت وأنها غير جادة في الحوار، قال إن الوقت ليس خصماً على الحوار،  لكنه من أجل إعداد المخرج الإيجابي لهذا الحوار، وعن ما إن كان يرى أن المسافة متباعدة بين الحكومة والمعارضة، أجاب  لا أعتقد أن المسافة بين الحكومة والمعارضة متباعدة، إن كان هناك موضوعية  سيحدث التقارب ، واختتم ربيع عبد العاطي عبيد تصريحاته، بالإشارة إلى أن   الذين وقعوا فريسة للخيال والجنوح للعنف والتطرف والمعارضة من أجل المعارضة لن يحدث تقارب معهم، لأن هؤلاء نظرياتهم تقوم على التباعد  والتخطيط لإسقاط النظام.