قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، إن إسرائيل ستحجب إيرادات الضرائب عن السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس حتى مارس على الأقل ردًا على الحملة التي شنها لرفع وضع الفلسطينيين في الأمم المتحدة. وبموجب اتفاقات السلام المؤقتة تحصل إسرائيل نحو 100 مليون دولار شهريًا من الرسوم نيابة عن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وهي الأموال التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة لدفع رواتب موظفي القطاع العام. وقال ليبرمان في كلمة ألقاها الليلة الماضية "يمكن أن ينسى الفلسطينيون أمر الحصول ولو على مليم واحد خلال الأشهر الأربع المقبلة وخلال فترة أربعة أشهر سنقرر كيفية التصرف بعد ذلك." وتقول إسرائيل إن عباس خالف اتفاقات سلام سابقة عندما تجاهل المفاوضات المتعثرة وعمل على رفع وضع الفلسطينيين بالأمم المتحدة الشهر الماضي. وحجبت إسرائيل بالفعل تحويلات ديسمبر قائلة: إن المال سيستخدم في بدء تسديد 200 مليون دولار من الديون الفلسطينية لصالح مؤسسة الكهرباء الاسرائيلية. وذكر ليبرمان وهو متشدد في الحكومة الائتلافية التي يرأسها بنيامين نتنياهو أن الفلسطينيين مدينون أيضا لهيئة المياه الإسرائيلية ومن الضروري تسديد هذا الدين. وأضاف: "إسرائيل ليست مستعدة لقبول خطوات من جانب واحد من جانب الفلسطينيين ومن يظن أنهم سيحصلون على تنازلات ومكاسب بهذه الطريقة مخطيء." وقال ياسر عبد ربه وهو مسئول فلسطيني رفيع في وقت سابق من الشهر الجاري واصفا ما قامت به إسرائيل "هذه الأفعال قرصنة ولصوصية وسوف نعرف كيف نرد عليها لأن العالم صار جاهزا لمعاقبة إسرائيل على جرائمها وعلى سياسة العقوبات الجماعية التي تفرضها." كما انتقد الاتحاد الأوروبي إسرائيل لعدم تسليمها الأموال. وقال يوم الإثنين "لابد من احترام الالتزامات التعاقدية... فيما يتعلق بالتحويل الكامل الذي يتسم بدقة الموعد وقابلية توقعه والشفافية لإيرادات الضرائب والجمارك." وسبق أن جمدت اسرائيل أموالا للسلطة الفلسطينية خلال أوقات التوترات الأمنية والدبلوماسية مما أثار انتقادات دولية قوية مثلما حدث عندما حصل الفلسطينيون على عضوية كاملة في صندوق الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قبل عام. ومثل الانتصار الذي حققه عباس في الأمم المتحدة انتكاسة للولايات المتحدة وإسرائيل ولم تشاركهما الرأي سوى سبع دول أخرى في التصويت ضد رفع الوضع الفلسطيني في الأمم المتحدة من "مراقب" إلى "دولة غير عضو" مثل الفاتيكان. وبعد ساعات من التصويت في الأمم المتحدة قالت إسرائيل إنها ستجيز بناء ثلاثة آلاف منزل جديد للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وتسرع من التخطيط لآلاف المنازل الأخرى في منطقة لها حساسية بالغة قرب القدس، ويقول منتقدون إن هذه الخطوة ستقضي على آمال الفلسطينيين في إقامة دولة لها مقومات البقاء.