تجدد القتال بين قبيلتي الإبالة وبني حسين في ولاية شمال دارفور وأسفر القتال عن مقتل 16 فردًا من بني حسين وجرح 31 آخرين،  في أحدث موجة صراع تشهده ولاية شمال دارفور. وقال مصدر حكومي في الولاية فضل عدم الكشف عن اسمه لـ "العرب اليوم": "إن الاحتكاكات بدأت بين القبيلتين مطلع العام الجاري". وأعلن عمدة قبيلة بني حسين عمر عبد الله في تصريحات إلى "العرب اليوم"، مساء الخميس، أن "الهجوم وقع عندما كان أفراد من  قبيلته يوفرون الحماية لماشيتهم عندما باغتتهم الإبالة في هجوم استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة"، مضيفًا أن "الهجوم أسفر عن مقتل 16 فردًا من الرعاة في الحال"، وقال "إن الجرحى نقلوا إلى مستشفى في منطقة السريف، لكن المستشفى تنعدم فيه الأدوية ويفتقر إلى الاسعافات الطبية اللازمة"، مضيفًا أنه "يصعب نقل الجرحى إلى مناطق أخرى لتلقي العلاج، بالنظر إلى أن قبيلة الإبالة تضرب حصارًا على المنطقة منذ أواخر كانون الثاني/ يناير، ويمنعون دخول البضائع والسلع، وتسبب الحصار والتردي الأمني  في وقف نشاط المنظمات العاملة في المجال الإنساني"، لكنه عاد ووصف الأوضاع بأنها هادئة، ليلة الجمعة، لكنه توقع أن يتجدد القتال في الصباح، حيث يمتلك كل طرف السلاح بأنواعه المختلفة. وانتقد السلطات لعدم تدخلها، خاصة وأنها على علم بما وصلت إليه درجة الاحتقان في المنطقة، والسبب في ذلك يعود إلى أن   الإبالة ظلوا في حالة تحدّ مستمر للقانون ولأوامر السلطات. ويقول الباحث في الشأن الدارفوري عادل سنادة في تعليق إلى "العرب اليوم"، عن تجدد القتال وحالة الاحتقان المستمرة في شمال دارفور "إن الصراع عادة ما يبدأ بين مجموعات صغيرة من القبائل سرعان ما يمتد، لأن ثقافة هذه القبائل نصرة كل من ينتمي إليها ظالمًا أو مظلومًا، وهذا تسبب بدوره في حالات صراع عدة في الإقليم أدت إلى سقوط  قتلى في شمال دارفور، وفي مناطق أخرى من الاقليم"، مضيفًا أن "القتال بين هذه القبائل تستخدم فيه مختلف أنواع الأسلحة، كما أن الحركات الدارفورية المسلحة غالبًا ما تتورط في الصراع". وقال سنادة "إن السلطات الحكومة على مستوى المركز والولاية في حالة متابعة مستمرة لإنقاذ الموقف، مستعينة في مسعاها هذا بالقيادات والزعامات الأهلية، وبعض العقلاء والأعيان، حتى لا يتمدد الصراع كما حدث في السابق". تجدر الإشارة إلى أن قتالاً عنيفًا دار بين القبيلتين في كانون الثاني/ يناير الماضي، في منطقة جبل عامر، بسبب التنقيب عن الذهب، أسفر عن مقتل حوالي 200 شخص، وتسبب في حالات نزوح لما يقارب 45 ألفًا، بحسب تصريحات سابقة لوالي  شمال دارفور عثمان كبر، وامتد ليشمل أماكن وجود القبيلتين في مناطق شمال دارفور، وتستمر تداعياته إلى الآن رغم الإعلان عن مؤتمر للصلح بينهما.