أصبحت شيرلي تمبل بلاك التي توفيت العالم الماضي سفير أميركا لدى غانا العام 1974

نُشرت ملفات سريّة للمرة الأولى بشأن مؤامرة الجيش الياباني لاختطاف شيرلي تمبل، التي شغلت منصب السفيرة الأميركية لدى غانا العام 1974، إذ كانت هدفًا لواحدة من الجماعات المتطرفة الأكثر خطورة في العالم عندما كانت في منصبها.

ويعتقد كبار المسؤولين أن الجيش الياباني الأحمر كان في طريقه لخطف تمبل التي كانت تعمل كممثلة في الوقت الذي كانت تمثل فيه بلدها في أول مشاركة دبلوماسية كاملة لها، وحصلت صحيفة "ديلي ميل أونلاين" على الأوراق التي أرسلت إلى وزير الخارجية الأميركي آنذاك هنري كيسنغر، بعد أن رفعت عنهم السرية بمضي أكثر من 40 عامًا عليها بموجب قانون حرية المعلومات.

وهدَّدت المجموعة تمبل بكونها تحت أعينهم وأنهم سيرسلون فرقة إليها في أكرا عاصمة غانا، وأرسلت السفارة الأميركية في هذه الدولة الأفريقية تحذيرًا عاجلاً إلى واشنطن تقول فيه إن الجيش كان في المنطقة ويخطط لعملية اختطاف.

وأصبحت تمبل دبلوماسية بعد انتهاء عملها في مهنة التمثيل وبسبب علاقاتها مع الحزب الجمهوري، وبحلول تشرين الثاني/نوفمبر العام 1974 كان الجيش الأحمر الياباني نشيطًا لمدة خمسة أعوام بعد أن انتشرت الحركة الطلابية الراديكالية في طوكيو، وأرادت الجماعة الإطاحة بالحكومة اليابانية لإنهاء الحكم الملكي في البلاد وإشعال الثورة في جميع أنحاء العالم، وعلى غير العادة كان من أسس هذه المجموعة وقادها امرأة تدعى فوساكو شيغينوبو، ويعتقد أنها تدربت مع جماعات متطرفة أخرى بما في ذلك عصابة بادر ماينهوف في ألمانيا.

وشاركت الجماعة العام 1974 في عملية مطار اللد في تل أبيب باسرائيل، والتي خلفت 26 قتيلًا و80 جريحًا، وأحيلت المذكرة المرسلة من السفارة الأميركية لدى أكرا إلى مكتب وزير الدولة والسفارة الأميركية في طوكيو، وكان الموضوع "وجود الجيش الأحمر في أكرا من الممكن أن يهدد السفير".

وتعود المذكرة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وجاء فيها "لقد كان أعضاء الجيش الأحمر الياباني في أكرا منذ أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، ونعتقد أنهم يحاولون إجراء عملية ضد السفير شيرلي تمبل بلاك"، وأن تمبل أبلغت بهذا الأمر في الليلة السابقة، وتقول أيضًا إن الجيش الأحمر متخصص في عمليات خطف بشر وطائرات، ويبدو أن التهديد أخذ على محمل الجد ولسبب وجيه.

واستولى الجيش الأحمر في العام التالي على السفارة الأميركية والسفارة السويدية في كوالالامبور في ماليزيا وأخذوا 50 شخصًا رهائن، وحلّت المشكلة بعد أن وافقت الحكومة اليابانية على إطلاق سراح خمسة من قادة الجيش الأحمر، وإرسالهم إلى ليبيا، وخطف خمسة من أعضاء الجماعة العام 1977 طائرة الخطوط الجوية اليابانية في الهند وعلى متنها 156 شخصًا، وأطلق سراح جميع الرهائن بعد أن دفعت الحكومة اليابانية فدية تقدر بنحو 6 ملايين دولار وأفرجت عن بعض من رفاقهم.

وواصل الجيش الأحمر نشاطه بشكل متقطع على مدى العقدين اللاحقين ففي نيسان/أبريل العام 1998 اعتقل الناشط فيه يو كوكومورا مع متفجرات بحوزته على حاجز نيو جيرسي، وقيل إنه كان يخطط لعمل تفجير في مانهاتن انتقامًا من أميركا لشنها غارة ضد ليبيا العام 1986، وأصدرت مؤسسة الجيش الأحمر فوساكو شيغينوبو في نيسان/أبريل العام 2001 بيانًا تعلن فيه عن حلّ الجماعة، وحكم عليها بالسجن لمدة 20 عامًا في اليابان، واعتقلت العام 2006، ومازالت في السجن حتى الآن.

وبدأت تمبل العمل في التمثيل عندما كانت تبلغ من العمر ثلاثة أعوام في الثلاثينات، واستطاعت أن تحقق نجاحًا يقدر بنحو 50 ألف دولار بعد نحاج أفلامها مثل "مشرق العينين" و"كيرلي توب"، ثم اتجهت للأعمال الخيرية عندما وصلت عمر 22 عامًا وكانت معروفة بدعمها للحزب الجمهوري، وترشحت لمجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا العام 1967 ولكنها لم تنجح، ولكن بعد أن أبدى الوزير هنري كيسنغر إعجابه بمعرفتها بالشؤون الخارجية اقترح عليها أن تصبح دبلوماسية، وعيّنها الرئيس ريتشارد نيكسون سفيرًا في غانا ثم في تشكوسلوفاكيا العامين 1989 و 1991 وهو الدور الذي كرمها به الرئيس جورج دبليو بوش أثناء وجوده في منصبه.

وتوفيت تمبل العام 2014 عن عمر يناهز 85 عامًا بعد أن كانت متزوجة من زوجها الثاني لريتشارد بلاك لمدة 64 عامًا، وقد حاول زوجها الأول جون جورج أجار عرقلة مهنتها السياسية بوصفها بـ"غير المستقرة عاطفًيا"، وأشار إلى مكتب "الأف بي أي" أن يفكر مرتين قبل أن يعيّنها في الحكومة، ولكن جهوده باءت بالفشل بعد أن دافع عنها عشرات الأشخاص من بينهم رونالد ريغان، الذي وصفها بالمرأة الشجاعة وذات الأخلاق الحميدة، وأشاد بها جورج دبليو بوش ووصفها بحسن الخلق.