حلم الأمومة

حرمت واحدة من بين كل أربع نساء بريطانيات تتراوح أعمارهنّ بين 45 عامًا فما فوق من الإنجاب، فيما تعتبر الرغبة في تكوين أسرة حقًا طبيعيًا، ينبغي أن يتمتع به الجميع في العالم.

ويزداد عدد النساء اللواتي تجاوزن مرحلة منتصف العمر دون إنجاب، وذلك على الرغم من كثرة ترديد عبارة "المرأة العصرية يمكن أن يكون لديها كل شيء".

وبذلت هيليلن بورك (39 عامًا) من باسينغتوك جهودًا كثيرة، لمدة 15 عامًا، ليكون لديها طفل، فمنذ أن كانت في الثانية والعشرين من عمرها، كانت تسعى إلى ذلك.

وبدأت هيلين تفقد الأمل، بعد مرور خمسة عشر عامًا، وعشرات الجولات من عمليات التلقيح الصناعي "IVF"، وانتهت أحلامها أن تكون أمًا، بعد انقطاع الطمث لديها، وهي في سن 37 عامًا.

وأجّلت هيلين الذهاب إلى الجامعة بغية تأسيس أسرة بعد زواجها، فقد كان هدفها الرئيسي في الحياة هو إنجاب طفل تحتضنه ويعيش تحت رعايتها، وحدث لها ما لم تفكر قط فيه.

وأشارت هيلين، في حديث إعلامي، إلى أنّ "كل ما كانت تفكر فيه خلال خمسة عشر عامًا بعد زواجها هو إنجاب طفل فحسب"، مبيّنة أنها "كانت تعمل في وظائف مملة، بسبب استحقاقات الأمومة التي كانت تقدمها".

ولفتت إلى أنّها "تناولت الكثير من الأدوية، سواء الخاصة بالعقم أو الأعشاب التي قد تساعدها على الإنجاب، حتى إنها تناولت دواء السعال، في ضوء عدم معاناتها منه، بسبب قول البعض لها أنّه ربما يساعدها".

وأبرزت أنّ "تلك المشكلات أثّرت على زواجها الأول"، مشيرة إلى أنّ "عدم إنجاب أطفال ليس السبب الأساسي في إنهاء العلاقة في سن الثلاثين من عمرها، ولكن كان بكل تأكيد له تأثيره القوي، سيّما أنّ معظم أفراد العائلة والأصدقاء كان لديهم أطفال".

وأضافت "في سن الثانية والثلاثين من عمرها، كان زواجها الثاني، والذي لا زال مستمرًا حتى الآن"، مبرزة أنّها "بذلت جهودًا لفترة 5 أعوام لإنجاب طفل".

وذكرت أنّها "كثيرًا ما كانت تواجه مواقف محرجة تسبّب لها ألمًا نفسيًا، بسبب أسئلة عن عدم إنجابها، وأسئلة البعض لها عن مدى تفكيرها في التبني".

وتابعت "بعد 15 عامًا، عندما فقدت الأمل، وفكرت مع زوجي أنَّ الخيار الوحيد هو التبني أو التبرع بالبويضة، ولكن لأسباب عديدة رأتها هي وزوجها أن هذا ليس الأفضل بالنسبة لهم".

يذكر أنَّ هيلين، وبعد فقدانها أمل الإنجاب نهائيًا، اتّجهت إلى دراسة علم النفس في الجامعة المفتوحة، لتثبت أنَّ عدم الإنجاب ليس نهاية العالم.