الجزائر ـ حسين بوصالح     شددت الأمين العام لحزب "العمال"، ، السبت، على ضرورة اتخاذ "إجراءات رادعة وصارمة" في حق المتورطين في قضايا الفساد، ودعت إلى الإسراع في عملية الإصلاح السياسي بتسليط الضوء على أوجه إنفاق المال العام، معتبرة أن مكافحة الفساد تتطلب "قرارات ثورية مع تعزيز دور مجلس المحاسبة"، وأعربت في الوقت ذاته عن يقينها بأن الإجراءات "الجريئة" التي ستتخذها الدولة في هذا الصدد "ستحظى بالدعم الشعبي اللا مشروط".
وفي تقرير قدمته في افتتاح الدورة العادية للمكتب السياسي لحزب "العمال" طالبت حنون بـ"فتح تحقيقات متعمقة في قضايا الفساد التي ما فتئت تنفجر بين الحين والآخر، آخرها الفضائح التي مست سوناطراك وذلك من أجل استرجاع ثقة المواطن في هيبة الدولة"، وأشارت إلى أن المجموعة البرلمانية في تشكيلتها السياسية كانت قد دقت ناقوس الخطر من خلال مطالبتها الحكومة "مراراً وتكراراً" بالكشف عن حصيلة مسار الخصخصة الذي ترى فيه "أحد أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الفساد في الجزائر".
وحذرت الأمين العام لحزب "العمال" من "الهشاشة" التي أصبحت تنخر في عظام الجبهة الاجتماعية الداخلية كانتشار البطالة والمشاكل الاجتماعية التي يجري توظيفها - كما قالت - "لأغراض سياسية مشبوهة"، وربطت بين هذا "الوضع المتردي ونظام الانتخابات الجائر الذي فتح الباب أمام أصحاب المال الفاسد وأولئك الذين يصطادون في المياه العكرة".
وأوضحت زعيمة حزب "العمال" لويزة حنون في سياق تقديم حلول لمواجهة الوضع، أهمية "الالتفات إلى ولايات الجنوب والمناطق النائية في الشمال وإيلائها الأهمية الكافية من خلال خلق فرص عمل وإنشاء مناطق صناعية حقيقية تسمح بالنهوض بسياسة التصنيع".
 وعادت حنون للحديث عن الوضع الأمني في مالي الذي أسفر عن "نزاعات مفتوحة بين مكونات هذا البلد" مما سيؤدي - مثلما قالت - إلى "انفجار حرب شاملة تمس كل منطقة الساحل" محذرة من "التداعيات الخطيرة" لهذه الحرب على استقرار الجزائر.
 كما تناولت أيضا تطور الأحداث في كل من تونس ومصر، مشيرة إلى أن "الثورتين انحرفتا عن مسارهما مما يفسح المجال أمام كل الاحتمالات" إضافة إلى التصعيد الذي تشهده سورية من خلال "إشعال الفتن وتسليح المعارضة المفبركة" في إطار ما اصطلح على تسميته بمخطط الشرق الأوسط الكبير".