الإعلام الجزائري

فرضت التكنولوجيا الجديدة على الإعلام أن يمشي بسرعتين متفاوتتين ، و هما السرعتان اللتان لا تتوقفان عن المنافسة ، الأولى تريد اللحاق بالثانية مخافة الاندثار و الثانية تحاول تعميق الفارق في الخطو ، لعلّها تستأسد بالعرّش كله ، و بالتالي لم يعد ثمّة محاولات لتمديد صبر من يقولون بضرورة تعايشهما ، باعتبار الجمهور المتلقي بدوره محكوم بالرغبة في التصفّح و الاطّلاع المبكر على الخبر و هذا ما توفره التكنولوجيا في كبسة زر.
لكن و بعيدا عن الجدلية و ما ينجم عنها من استنتاجات تخضع لتوجه من درسوها و حلّلوها و نظّروا لها، نفتح قوسا نطّلع من خلاله على موقع هذين الإعلامَين في الاستحقاقات الوطنية لاسيما السياسية و أبرزها الانتخابات.
هل تستطيع المواقع الالكترونية أو الصحافة الجزائرية عبر الواب اليوم أن تقوم بتغطية عادلة و بكل احترافية للحملة الانتخابية الحالية ( كنموذج نطبّق عليه المقارنة بين نوعين من الإعلام ) التي هي نفسها - أي الحملة - غير تقليدية بدخول جحافل القوائم الحرة و إمكانية أن يتجاوز زخمُها المعالجةَ الموضوعية لمحاورها الكثيرة ؟
هل تملك هذه المواقع التي تعد حديثة في الجزائر
إمكانات بشرية محترفة و مهنية و هذا كلّه يؤشر له و عليه التخصص ، دون نسيان الإمكانيات التقنية و إشكالية التدفّق والكفاءات من صحفيين و خبراء للخوض في حملة انتخابية نفسها جديدة بمعايير تخالف التقليد السابق.
و لا ننسى الحديث أيضا عن صحافة - نستعمل الكلمة بكل تحفّظ - أخرى موازية ، لا تخضع لنفس القانون التجاري الذي تلتزم به الصحافة الورقية و الالكترونية المرخصة و نقصد بتلك الموازية مواقع التواصل الاجتماعي ، التي لا ترقى أن تكون صحافة بكامل توصيفها و مادة إعلامها و طريقة معالجة الإشكالات و التوصّل إلى الاستنتاجات و طريقة تقديمها للمتلقّي و أيضا هدفها من وراء كلّ ذلك . و هنا المقصود : فيسبوك و التويتر و استغرام و سنابشات و الواتساب ، علما أنّ العالم اليوم يعدّ ما بين 800 و 5000 موقع و تطبيق اجتماعي ، كلّ واحد يدّعي أحقّيته في المساحة المتاحة في الفضاء الأزرق من خلال محاولة كسب المصداقية و وصولها إلى هوّية مهنية ، و نلاحظ في كلّ الاستحقاقات الإنزال الرهيب الذي تمارسه الحملة الانتخابية على هذه المواقع ، سواء كانت إدارة أو مرشحين.