مرضى السرطان في الجزائر

أخيرا، تنفس مرضى السرطان في الجزائر الصعداء إثر تدشين مركز التصوير المقطعي بإصدار بيزوتروني ودخول جهاز “التاب سكان” حيّز الخدمة شهر أفريل المنصرم واستفادة عدد من المرضى من خدمات هذه التقنية الطبية المتطورة التي تساعد المريض في تشخيص دقيق ومعمق للأورام السرطانية في جسمه، كما يمكنها الكشف المبكر عن داء السرطان، وبالتالي، تجنبه وعلاجه قبل الانتشار في الجسم، لاسيما بالنسبة إلى من لهم سوابق عائلية في هذا المرض.

ويعد جهاز “التاب سكان”، الذي يحوزه مستشفى محمد امين دباغين “مايو” سابقا، حسب تصريحات مديره العام، تاتي نافع، الأول من نوعه في القطاع العمومي الجزائري والأول أيضا في القطاع العمومي على المستوى الإفريقي في وجود مركز واحد في القطاع الخاص دشن في 2017.
وقال تاتي في لقاء مع “الشروق”، أنّ مركز التصوير المقطعي بإصدار بيزوطروني تم تدشينه في 3 أفريل 2021 من قبل وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد والآن يستفيد العديد من المرضى منه.

وأضاف مدير مستشفى محمد لمين دباغين، أنّ تدشين هذا المركز سهّل على المرضى وجنبهم كثيرا من التعقيدات والمعاناة التي كانوا يواجهونها سابقا، مؤكدا أنّ المرضى كانوا يتوجهون إلى الخارج لإجراء تحاليل هذا الجهاز ويدفعون مقابل ذلك أموالا باهظة، هاهم اليوم يستفيدون منها في بلادهم ومجانا، مشيرا إلى استقبال المستشفى طلبات كثيرة جدا، يسعى إلى تلبيتها وفق الأولويات والطاقة الحالية للعمل.

وأضاف نافع تاتي أنّ فوائد “التاب سكان” متعددة، حيث يقوم بفحص المريض ومدى تقدّم الخلايا السرطانية في جسمه، بمعنى أنّ المرضى المصابين بالسرطان الذين خضعوا للعلاج الكيميائي والإشعاعي يلجؤون إلى تحاليل هذا الجهاز للتأكد من زوال كافة الخلايا السرطانية والقضاء النهائي على الورم في الجسم، وفي حال بقي منها القليل يتم توجيه العلاج نحو تلك المناطق بشكل مستهدف وأكثر دقة.

وأردف بونافع أنّ هذه الخلايا السرطانية قد لا تظهر في تحاليل السّكاني و”إي آر آم”، وبالتالي، فإن “التاب سكان” دوره هو تقديم القرار السليم والفعال للفريق الطبي المعالج، وتحديد وضعية المريض إذا كانت تتحمل علاجا إشعاعيا أو كيميائيا إضافيا أو لا مع توفير موت رحيم للمرضى الميؤوس من شفائهم بسبب انتشار الورك في كافة أنحاء الجسم.

ويعتمد عمل التاب سكان على مواد مشعة يتم إنتاجها على مستوى وحدة في المركز مدة حياتها ساعتان بعد تحضيرها عبر مراحل تحقن في جسم الإنسان وبعدها يبقى المصاب أو المريض في حالة هدوء لمدة 60 دقيقة تقريبا بعدها يتوجه إلى الجهاز لتحديد مكان الخلية السرطانية بالتدقيق وتطورها.

ويستفيد من خدمات “التاب سكان” من خلال جهازين يحوزهما مستشفى مايو حوالي 20 مريضا في اليوم الواحد من مختلف الولايات، وفق برنامج أسبوعي أولي يخصص يومين في الأسبوع للعملية التي تتطلب استعدادا وتجنيدا للفرق العاملة عليه.

ويبدأ عمل فريق إنتاج المادة المشعة على الخامسة صباحا لتحضير جرعات كل مريض وفق مواعيد مضبوطة وبعدها يبدأ برمجة المرضى، حيث يمكث كل مريض مدة ساعتين على الأقل للاستفادة من هذا التحليل.

وبرر نافع تاتي تحددي مواعيد العمل بمرتين في الأسبوع بمحدودية الفرق العاملة التي تعمل إلى جانب هذا في مجال تحاليل أخرى للمرضى، إلى حين توظيف أعوان آخرين مطبقين، وكذا بطول مدة مكوث كل مريض يخضع للتقنية.

ولفت المتحدث الانتباه إلى أنّ الطاقم العامل الحالي خضع للتكوين والتدريب من قبل خبراء أجانب ويحوز حاليا خبرة تؤهله للعمل في هذا المجال، وقد أثبت إلى غاية الآن كفاءة ومهارة عالية في العمل بهذه التقنية الجديدة.

للتذكير، فإن مشروع مركز التصوير المقطعي بإصدار بيزوطروني “تاب سكان” قديم وراوح مكانه لعدة سنوات بسبب صعوبات واجهها في طبيعة التعامل مع المادة المشعة الأساسية في عمل الجهاز، إلى أن تم إيجاد الحلول الناجعة وإنشاء وحدة إنتاج في المستشفى بالتعاون مع مركز الطب النووي.

قد يهمك ايضاً

الفنانة الجزائرية نعيمة عباسة تدخل في غيبوبة بسبب مرض السرطان و كورونا

تعرف على أضرار الإفراط فى تناول الحمضيات