الانفعال والضغط النفسي يزيد من الوفاة المبكرة

كشفت دراسة طبية حديثة أنَّ الأشخاص غير المتحفظين، الجادين والمنتظمين في أعمالهم، والمسترخين أيضًا، لا يتألقون فقط في مقابلات العمل والحفلات بل تقل عندهم مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والتهاب المفاصل ومرض السكري.

وأكدت الدراسة أنَّه وفي المقابل تزداد مخاطر الإصابة بتلك الأمراض عند الأشخاص القلقين، متقلبي المزاج سريعي الانفعال والمعرَّضين دائمًا للحزن.

ومن خلال الدراسة طويلة الأجل والأولى من نوعها، اكتشف الباحثون الأميركيون صلة وطيدة بين كل شخصية بحسب طبيعتها وبين تلك الأمراض، موضحين أنَّ الأشخاص المنفتحين والمقبلين اجتماعيًا، وغير المصابين بأي أمراض عصبية   يتسمون بالصحة الجيدة وقلة الإصابة بالإمراض.

وأشار الباحثون إلى أنَّهم أكثر قابلية لتناول طعام صحي و ممارسة الرياضة، فضلًا عن أنَّهم قلَّما يعانون من ضغط نفسي وبالتالي يستجيبون للأطباء بشكل أفضل من غيرهم.

وعلى الجانب الآخر، تزداد عند الأشخاص العصبيين، متقلبي المزاج والانفعاليين والمزاجيين مخاطر الإصابة بأمراض السكري والسكتات الدماغية والتهاب المفاصل أيضًا.

وأوضحت الدراسة ما توصلت إليه أبحاث طبية سابقة، بأنَّ الأشخاص الأكثر انفعالًا ترتفع لديهم مؤشرات الوفاة المبكرة  على الرغم من أنَّه لم يتم وضع أسباب محددة وراء حدوث ذلك.

غير أنَّ إحدى النظريات الطبية أكدت أنَّه نتيجة لتعرضهم لتلك الضغوط النفسية تفرز أجسادهم هرمون الكورتيزول الذي يتسبَّب في تدمير جهاز المناعة و أعضاء الجسد وعلى رأسها المخ.

وبحسب استبيان أجرته الدراسة على عدد من المشاركين في اختبارات الشخصية، خلص الباحثون إلى وجود ما أسموه  بـ"أشهر خمس سمات شخصية"، وهم: الانفتاح والقبول والاجتهاد، فضلًا عن سؤالهم المشاركين بعد مرور أربعة أعوام عمَّا إذا كانوا قد أصيبوا بأي أمراض شخَّصَها الأطباء.

واستخدمت الدراسة بيانات خاصة بحوالي  6904 مواطن أميركي، ممن يبلغون  68عامًا وزاروا الطبيب في العامين الماضيين.

وفي نهاية المطاف، خلصت الدراسة إلى أنَّ كبار السن أقل انفتاحًا واجتهادًا وأقل انفعالًا من صغار السن من البالغين، فضلًا عن أنَّ المتزوجين أكثر اجتهادًا وانفتاحًا واستقرارًا نفسيًا عن غيرهم من غير المتزوجين.

يُذكر أنَّ الدراسة نٌشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي وعلم تحليل الشخصية.