النحل

هدد خطر انتشار وباء كورونا عمل النحالين في سورية وإنتاجهم المقدر هذا العام بنحو 3000 طن من العسل الطبيعي.

وقال عدد من النحّالين في اللاذقية إن “الثروة النحلية تؤثر في التوازن البيئي وفي حال تم تقييد حركة النحالين وخاصة يومي الجمعة والسبت، فسيترتب على ذلك نتائج كارثية قد تصيب مئات النحالين ممن يعيشون في المدن ولديهم مناحل في سلاسل الجبال الساحلية، كونهم لن يتمكنوا من مزاولة عملهم نظراً لضيق الوقت، وفي حال امتد حظر التجوال طيلة ساعات اليوم فهذا يعني موت النحل داخل الصناديق الخشبية”.

وفي عام 2010، وصل عدد خلايا النحل في سورية لأكثر من 700 ألف خلية وبنسبة تقترب من 1% من نحل الكرة الأرضية، وهي نسبة كبيرة لدى قياسها بمساحة البلاد التي لا تتجاوز (0.12%) من مساحة اليابسة.

وأشار المهندس بهجت حسن، الذي يمتلك منحلة صغيرة في بلدة عين التينة بريف اللاذقية، أن “هذه الفترة هي الأهم والأكثر حساسية لجهة عمل النحالين وإنتاج العسل: “مشيرا إلى أن “النحالين منتجون ويجب أن يتم استثنائهم من حظر التجوال لأن عملهم يستمر طوال اليوم، ففي فصل الربيع تزهر الحمضيات ويتكاثر النحل ويصبح هناك تصريف طبيعي ولهذا من الضروري تواجد النحّال في مناحله كي لا يهاجر النحل ويخرج من الخلايا، فعملية التصريف والتكاثر الطبيعي ضرورية لكل خلية وتحدث بين الساعة 12 – 15 نهاراً، وهو وقت بدء حظر التجوال يومي الجمعة والسبت، والكثير من النحالين يعيشون في المدينة بينما تتواجد الخلايا في الأرياف حيث يرتشف النحل الغذاء الطبيعي”.

ونتيجة للحرب، انخفض الإنتاج السوري من 3200 طن عسل لما دون 500 طن عام 2016، وتراجع عدد مربي النحل من 30 ألفا إلى 15 ألف مربٍ قبل أن يشهد تحسناً تدريجيا تكلل هذا العام بتوقعات تقديرية تقترب من إنتاج ما قبل الحرب.

بدوره لفت النحال جورج نعمه، من منطقة كسب بريف اللاذقية، إلى أنه لم يتمكن قبل أيام من ممارسة عمله الذي يقتضي نقل النحل في هذه الأيام من السنة، إلى مزارع الحمضيات حيث “يتغذى النحل على أزهارها، ويجب أن يتم نقل النحل في أوقات المساء بعد أن يدخل إلى الخلية ويبات فيها ومن ثم يتم إغلاقها بشكل محكم ثم نقلها إلى مكان المزارع وفتحها أيضاً في المساء”.

وأضاف: “حركة النحالين تشمل معظم ساعات اليوم ففي الصباح هناك عمل ونظراً لدخول فصل الربيع هناك أعمال إضافية وبعض النحالين لا يملكون منازل في القرى وهم غير قادرين على المبيت في مكان تواجد النحل، ولولا وجود النحل لما كان هناك تلقيح لأزهار الأشجار ولما كان هناك ثمار وهو ما يعد أحد العناصر الرئيسية في التوازن البيئي وإذا انقرض النحل فستفنى المزروعات”.

قد يهمك ايضا :

العسل الطبيعي النقي هو الخيار الأمثل لمرضى السكري

منطقة جازان تشهد موسم جني العسل الطبيعي