المؤسسات الاقتصادية والمستثمرين

دعا رئيس الكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل مكتب ولاية بومرداس رؤوف بوحبيلة، السلطات العليا في البلاد، إلى فتح ملف الاستثمار "بجدية وواقعية"؛ بسبب المعاناة الكبيرة التي يواجهها المستثمرون على مختلف الأصعدة، خاصة البيروقراطية وتعنّت الإدارة. كما دعا وزير الصناعة والمناجم ووالي بومرداس إلى إجراء زيارات فجائية للمؤسسات الاقتصادية، للوقوف على المعاناة في أرض الواقع.خلّف الركود الاقتصادي العالمي بسبب تفشي جائحة كورونا، وضعا سلبيا على المؤسسات الاقتصادية والمستثمرين، وبدرجة أشد على المؤسسات

المصغرة، حيث كشف رئيس الكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل "مكتب ولاية بومرداس" رؤوف بوحبيلة في تصريح خص به "المساء"، أن 12 مؤسسة مصغرة من أصل 300 منخرطة بالمكتب الولائي للكونفدرالية، توقفت كلية عن النشاط؛ ما سبّب إحالة مئات العمال على البطالة، زيادة على ما انجر عن ذلك من تعقيدات لأوضاع أرباب الأسر اجتماعيا، مرجعا أسباب ذلك أيضا، إلى انعدام المرافقة والدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها، في فترة اتسمت بالجمود على عدة أصعدة. وفي السياق، ضرب المتحدث مثلا بمؤسسة متوسطة، كانت إلى

وقت قريب، تشغّل 200 عامل بمتوسط أجر شهري يقدر ب 30 ألف دينار؛ أي أنها تنفق 600 مليون سنتيم شهريا على كتلة الأجور، يضاف إليها مبلغ يقارب 200 مليون سنتيم كحقوق إيجار العقار؛ أي 800 مليون سنتيم كمصاريف شهرية، وهو ما يعني إجمالا 8 ملايير سنتيم خلال سنة، وهي، بالضبط، قيمة الخسائر المادية المترتبة عن مثل هذه المؤسسة خلال 2020، جراء الإغلاق والركود بسبب جائحة كورونا.ويقول بوحبيلة متسائلا عن الأسباب التي تقف وراء عدم تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية القاضية بمسح غرامات التأخير بسبب تأخر دفع

المستحقات المترتبة على هذه المؤسسات نتيجة وضع عالمي لم يستثن الجزائر، "ننتظر من السلطات إعفاءات ضريبية وأخرى جبائية؛ لأن الكثير من المؤسسات تعيش اليوم أوضاعا مادية صعبة للغاية.. والسلطات مدعوة للوقوف على ذلك ميدانيا"، موجها دعوته، على وجه الخصوص، إلى وزير الصناعة ليقوم شخصيا بزيارات ميدانية للمؤسسات، ليقف على الوضع الحقيقي لهذه الأخيرة. كما وجّه رئيس الكونفدرالية نداءه إلى والي بومرداس، ليقوم، هو الآخر، بزيارات للمؤسسات على المستوى المحلي، ويرى بنفسه الواقع المزري الذي تتخبط فيه

المؤسسات؛ سواء الصغيرة أو المتوسطة، مؤكدا حاجة هذه الأخيرة إلى المرافقة والدعم، للخروج من النفق الذي سببته الجائحة وتبعاتها. وأشار المتحدث في هذا الصدد، إلى احتياج هذه المؤسسات إلى التضامن بعد أن كانت في واجهة التضامن مع بداية تفشي فيروس "كوفيد-19"؛ بدليل القوافل الكثيرة التي نظموها لكل من ولايات البليدة، وميلة، والجنوب، وحتى الصحراء الغربية ولبنان.ومن جهة أخرى، طالب المتحدث السلطات المحلية لبومرداس، بالتعامل بشكل أكثر واقعية مع ملف الاستثمار، متحدثا عن الأسباب التي تحول دون تطبيق العديد

من التوصيات، والنتائج التي تخرج بها اللقاءات المتكررة التي تتدارس في كل مرة العراقيل، مطالبا في هذا الصدد، بفتح ما أسماه "الشباك الأخضر" الخاص بالمستثمرين على مستوى مختلف المصالح؛ بهدف تسريع الوتيرة حسب احتياج المستثمر، مؤكدا أن حل إشكالية البيروقراطية كفيل بحل العديد من المشاكل، ومنه التصدير، الذي بقي حسبه حلما، يتطلب تضافر جهود عدة أطراف لتجسيده، ومنه مرافقة دبلوماسية للمستثمرين مع دول أجنبية، خاصة في القارة السمراء، ناهيك عن فتح بنوك جزائرية في هذه الدول؛ تسهيلا لعمليات التصدير.

قد يهمك ايضاً

بعجي أبو الفضل يرافع من ولاية بومرداس حول أهمية مشروع تعديل الدستور

دورة للتصوير الفوتوغرافي الافتراضي في ولاية بومرداس الجزائرية