وصف رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام الوضع السياسي الراهن في الجزائر بالمرتبك لأنه يكتنفه الغموض والضبابية، ليضيف أن الوضع لا يختلف في شيء سواء لدى السلطة أو الطبقة السياسية في الجزائر، وهذا بسبب التأزم الذي تعرفه السلطة مما انعكس مباشرة على الساحة السياسية والحزبية بصفة عامة.  وعن مرض الرئيس الأخير قال رئيس الكتلة القيادية لحزب جبهة الجزائر الجديدة، في حديث لـ"العرب اليوم" إن مرض الرئيس بوتفليقة الأخير ليس له علاقة بمرض النظام السياسي، لأن هذا النظام وصل لمرحلة الشيخوخة السياسية، وفقد كل مبرراته في قيادة الدولة الجزائرية والشعب وهذا ما زاده مرضا على مرض الأمر الذي ساهم في تحويله إلى مرحلة التعفن الكامل، وفي إشارة له لجناح الرئيس بوتفليقة أكد السيد بن عبد السلام أن الجناح  الموالي للرئيس سبّب أضرارا سياسية غير محسوبة وذلك لتشبثه بالسلطة، مهما كان الثمن الذي تدفعه الجزائر ومهما كانت انعكاساته على الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.  ويرى بن عبد السلام أنه لضمان انتخابات رئاسية نظيفة ونزيهة على السلطة في الجزائر الانتباه لحالة العجز والمرض والانسداد السياسي الذي وصلت له خصوصا في الوقت الراهن، وبالتالي في حال إدراك السلطة لوضعية ضمان انتخابات تغلب عليها النزاهة والشفافية من شأنه أن يشكل خطوة أولى في معالجة الأزمة، أما الخطوة الثانية هو عزم الحكومة الجزائرية على فرض إرادة صادقة للمشاركة في معالجة الوضع ومن ثم وضع حلول ومخارج إلى جانب وضع استراتيجية محكمة لبناء مشاريع تنموية ذات مستوى اقتصادي عال وتنموي، لتكون في مستوى طموحات الشعب. وتابع "أما النقطة الثالثة التي عرج لها بن عبد السلام لضمان ورقة انتخابات نزيهة هي أن تتعاون هذه السلطة مع مكونات الساحة السياسية الجزائرية لبلورة مشروع وطني طموح يضع قطار الجزائر على السكة ومن ثم إعادة الدولة إلى مكانتها الحقيقية وهذا لتعود الجزائر بحجم قوتها السياسية في المحافل الدولية و تعيد ثقلها الجيو استراتيجي و رصيدها التاريخي.  وفيما يخص ملف تعديل الدستور في الوضع الراهن أكد القيادي ورئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة بن عبد السلام أن قضية تعديل الدستور التي طرحت في البرلمان، طرح بطريقة تريدها السلطة في الجزائر وحدها وهي تخدم مصالحها الخاصة وهذا مرفوضا جملة وتفصيلا، وحسب المتحدث نفسه فإن تعديل الدستور تريده السلطة على مقاييس من يختارونه له، رئيسا خلال الانتخابات الرئاسية في عام 2014 وحزب جبهة الجزائر الجديدة يطالب بتعديل للدستور على مقاس الدولة الجزائرية وشعبها مما يبني طموحات الجميع.  وفي الشق المتعلق، بطموح الحزب المستقبلية في اقتحام باب المنافسة خلال الترشح للرئسيات الآتية، قال بن عبد السلام في حديثه لـ"العرب اليوم"، إن هذا السؤال سابق لأوانه ويبقى ذلك متوقفا على قرار مؤسسات الحزب والمجلس الوطني، فحزب الجبهة الجزائرية يسعى لبلورة المشروع الوطني مع الطبقة الحزبية وتقريب وجهات سياسية لكل الأحزاب، وذلك من أجل معالجة الانسداد والعجز والمرض السياسي الموجود في الوقت الراهن.