رام الله ـ نهاد الطويل
اتهم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، الإثنين، ما أسماها بـ"حكومة التطرف" في اسرائيل بالسعي إلى اشعال المنطقة، من خلال عدوانها على الشعب الفلسطيني، واستمرارها في الاستيطان، ونهب الأرض. وأكد زكي، أن "أفعال حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو على الأرض، تؤكد للقاصي والداني أنها حكومة استيطان وإجرام، ولا تريد السلام ولا تسعى له"، فيما وصف قتل المدنيين الفلسطينيين في مخيم قلنديا للاجئين، فجر الإثنين، بـ"الجريمة البشعة التي خلفت 3 شهداء وإصابة أكثر من 15 آخرين بجروح، وصفت جروح 6 منهم بالخطرة"، مضيفًا أن "ما تقوم به حكومة نتنياهو من تصعيد في ظل المفاوضات، يُذكّرنا بما قامت به حكومة إيهود باراك في العام 2000، خلال مفاوضات (كامب ديفيد 2)، وما ترتب عليه من تفجر انتفاضة الأقصى، وأن إسرائيل لا تزال مستمرة في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وتمارس أبشع الجرائم وعمليات القتل بدم بارد وبشكل همجي". وطالب عضو مركزية "فتح"، المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ووقف انتهاكاته المستمرة، وتحمّل مسؤولياته إزاء ما تقوم به إسرائيل من عدوان ممنهج ضد الشعب الفلسطيني. واستنكر رئيسُ الوزراء الدكتور رامي الحمد الله بشدة، الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، فجر الإثنين، باقتحامها مخيم قلنديا، والتي أدت إلى استشهاد ثلاثة مواطنين، هم روبين زايد ويونس جحجوح وجهاد أصلان، وإصابة العشرات من أبناء المخيم بينهم إصابات خطرة جدًا، فيما حمًل الحمدالله إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، مؤكدًا أن "مثل هذ الجرائم تستوجب تدخلاً عاجلاً وفعّالاً من المجتمع الدوليّ، لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها المستمرة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني". وطالبت الحكومة الفلسطينية، على لسان المتحدث الرسمي باسم الحكومة د. ايهاب بسيسو، صباح الإثنين، عقب المجزرة، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم قلنديا، داعيًا إلى ممارسة المزيد من الضغط الدولي على إسرائيل لوقف جرائمها المتواصلة، والتي تعكس عدم رغبتها في إنجاح الجهود الدولية المبذولة لإحلال السلام. وقال بسيسو، "لا يجوز أن يستمر الصمت الدولي على الجرائم الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا، ويجب تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على ملابسات ما جرى في مخيم قلنديا، ويجب اتخاذ خطوات دولية رادعة لوقف انتهاكات الاحتلال، الذي يواصل تصعيده ضد الفلسطينيين بشكل خطير، وإن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قلنديا مُدانة بأشد العبارات، وهي تظهر السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والقائمة على أساس استسهال القتل، والاستهتار بحياة المواطنين الفلسطينيين". وقد دانت الرئاسة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي المستمر، وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان صحافي، أن سلسلة الجرائم الإسرائيلية واستمرار عطاءات الاستيطان تُشكل رسالة واضحة لحقيقة النوايا الإسرائيلية تجاه عملية السلام، فيما حذر من تداعيات التصعيد الإسرائيلي، وأن ردود فعل سلبية ستكون لهذه الأفعال، مطالبًا الإدارة الأميركية بالتدخل لمنع انهيار الجهود الأميركية والدولية في الشرق الأوسط. وذكرت مصادر طبية، أن حصيلة شهداء مخيم قلنديا ارتفعت إلى ثلاثة وهم روبين العبد فايز زايد (28 عامًا) وهو أسير محرر، ويونس جهاد أبو الشيخ جحجوح (19 عامًا)، وجهاد أصلان (20عامًا)، وإصابة 15 آخرين بجروح، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت صباح الإثنين، بين شبان المخيم وقوات الاحتلال، التي اقتحمت المخيم لاعتقال الأسير المحرر عمر الخطيب. ويأتي العدوان الإسرائيلي على مخيم قلنديا للاجئين جنوب الضفة الغربية، بعد أيام على التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف مخيم جنين للاجئين شمال الضفة، وأدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين، وذلك في ظل استمرار الاستيطان والتهويد.