يحاول الزميل القاص الدكتور عبدالله الطوالبة في مجموعته القصصية التي صدرت حديثا بعنوان ( البحث عن جميلة ) اظهار حالات انسانية من الواقع المعاش . تشعر في قصص الطوالبة بأنه يحاكي المكان ويعيش بداخله ولا يكاد يبتعد عن محيطه وما يجري فيه من أحداث، فهو البيئة الخصبة لذاكرته التي تزدحم بالاحداث , لكنه يكثفها باقصر الطرق لتعطي معناها . ولا ينسى الطوالبة صديقه الذي يستوقفه بين لحظة وأخرى فيتجاذبا الحديث عن الربيع العربي ومجرياته حيث يرسم كل منهما انطباعه نحو تلك الاحداث التي تجري في الشارع . وتجده أيضا يقترب أكثر من البيئة الشعبية وحركة الناس سواء في الشارع او المخبز او المقهى أو في الصيوان الذي يجمع الناس في الافراح والاتراح ، أو بين الازقة وزوايا المجمعات أو في الطابور الذي يصطف عليه الناس في مختلف الأمكنة متزاحمين من اجل الحصول على احتياجاتهم اليومية، هذه الكاميرا المتحركة التي يمسكها الطوالبة بقلمه يجسد فيها التحولات التي حدثت داخل المجتمع الاردني وانتقاله الى مرحلة العصرنة او العولمة. رغم أن القصص التي يكتبها الطوالبة قصيرة في حجمها , لكن معانيها كبيرة لأنها تحاكي حركة الناس ومشكلاتهم اليومية والاحباطات التي يعيشونها في هذا الزمن، والتغيرات التي حدثت بسبب بروز مفاهيم جديدة على المجتمع ، أفرزت ممارسات غريبة لدى بعض الأفراد في تفكيرهم وتصرفاتهم . ويلمس القارئ لتلك القصص مدى الرمزية في المفردات ومعانيها الكثيرة والمتشعبة . المجموعة القصصية التي اصدرها الطوالبة هي الثانية له ، وتضم ثلاث عشرة قصة قصيرة تتنوع في محاكاتها للواقع .