المطربة ليلى بورصالي

افتتحت مطربة الأندلسي ليلى بورصالي مؤخرا، ”موسم النوبة”، من خلال حفل منوع نشطته مع فرقتها عبر ”اليوتوب”، تابعها جمهورها الوفي الذي اعتاد في كل شهر سبتمبر، من حضور برنامجها الغنائي الكلاسيكي الثري.تظل السيدة بورصالي وفية لهذا الموعد السنوي، رغم جائحة ”كورونا”، كي لا تحرم الجمهور من صوتها الساحر، ولا تغيب النوبة الأندلسية عن الساحة الفنية الجزائرية.كعادتها، طلت الفنانة بورصالي بكامل أناقتها، من خلال لباسها التقليدي المطرز الذي صممته لها دار ”ساريبال للإبداع”، وبكامل وقارها المستمد من قيمة هذا الفن الأصيل، وبابتسامة محتشمة تبعث على الطمأنينة والأمل والتفاؤل الذي يصد كآبة الحجر وظروف ”كورونا” القاهرة.على صفحتها الإلكترونية، قامت الفنانة بالإعلان عن حفلها الافتراضي، كي تضع الجمهور في الصورة، كما بثت مقتطفات من تدريبات أعضاء فرقتها الموسيقية (أغلبهم من الشباب والشابات)، وكان أغلبهم يرتدي الكمامة ويعزف، وهو ترويج غير مباشر لقيمة الوقاية والسلامة.تميزت سهرة بورسالي الأندلسية بروائع التراث، ومما اختارت نجد قصيد ”أحب لقاء الحبايب”، وتقول فيه:

أحب لقاء الحبايب في كل ساعة
لأن لقاء الأحباب فيه المنافع
أيا قرة العيون تا الله إنني
على عهدكم باق وفي الوصل طامع
لقدنبتت في القلب منكم محبة
كما نبتت في الراحتين الأصابع
كما أدت الفنانة ليلى بورسالي قصيد ”هل سقتني الراح عيناك؟” وتقول:
هل سقتني الراح عيناك
ما سبا عقلي محياك
فتنة العشاق لمن راك
فتنة للناظرين جل رب العرش انشاك

واصلت الفنانة عرضها الموسيقي بروائع أخرى، منها ”سيدي افعل ما يسرك”، ”الربيع أقبل يا إنسان”، واستخبار ”أراكم بقلبي من بلد بعيد” و"ما سبى عقلي”و”ما أحلى العشية” و"يا مبروك نهار اليوم” وغيرها. أعمال أخرى من مختارات ألبوماتها منها؛ ”نوبة غربي”، ووصلات أخرى من النوبة ومن نوتة لغريب، ويضم قصائد على أوزان الاستخبار والمصدر وغيرها من الطبوع الأندلسية، اختارتها الفنانة بعناية.تقدم الفنانة بورصالي أغانيها بتمكن تام، مع الالتزام بسلامة اللغة والنطق الصائب، والحفاظ على روح الموسيقى الأندلسية، والتغني بجمال الطبيعية والحب وأسمى معاني الوفاء.كانت سهرة فنية أندلسية بامتياز، حيث كان في انتظارها عشاق الفن الأندلسي من الجمهور والجالية الجزائرية، وهو ما عبرت عنه التعليقات الكثيرة على صفحة الفنانة لتشجيعها وشكرها.لعل ما زاد في بهاء الحفل؛ الآلات المستعملة والعزف الراقي وطيب الألحان، رفقة الصوت العذب للفنانة ليلى بورصالي، التي سافرت بالجمهور نحو ماض بعيد هادئ، بفضل إحساسها الكبير وتعابير وجهها، وبدا الانسجام مع أداء فرقتها، وتألق الموسيقيين الذين ارتدوا ألبسة تقليدية، وتمكنوا بالتالي من إيصال هذا التراث الفني العريق في أبعاده المادية والمعنوية للجمهور.

للإشارة، افتتحت بورصالي موسم النوبة في السنة الفارطة، وبالضبط في سهرة السبت 14 سبتمبر، رفقة السيدة بهجة رحال، حيث أديتا الكثير من الروائع في انسجام وتكامل، وحضره جمهور واسع بقاعة أوبيرا الجزائر، ونال نجاحا منقطع النظير.تنحدر ليلى من عائلة موسيقية من تلمسان، وهو ما جعلها شديدة التعلق بالموسيقى الأندلسية من سن الحادية عشرة، ورغم هجرتها إلى فرنسا واستقرارها بها مدة 16 عاما، إلا أن حبها للموسيقى الذي احترفته في جمعية ”أحباب الشيخ لعربي بن صاري” في تلمسان، دفعها إلى تأسيس جمعية في باريس للفن الأندلسي، حملت اسم ”أحباب الأندلس”، وقد عادت ليلى إلى الاستقرار في الجزائر سنة 2009، ونجحت في أن تكون لها فرقة موسيقية خاصة، كما نجحت في ظرف قياسي، أن تتوج الجزائر بالعديد من الجوائز العربية في الموسيقى، ولها الكثير من الألبومات في الأندلسي والحوزي.


قد يهمك أيضــًا:
التشكيلية المغربية لمياء منهل تعيد الحضارة الأندلسية إلى دبي
جمعيات الموسيقى الأندلسية تنجح في تنظيم سهرات فنية كبيرة رغم نقص الإمكانيات المادية