شرع رئيس الحكومة الليبي، علي زيدان، الإثنين، في زيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين، بدعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال، وكان في استقبال زيدان في مطار هواري بومدين الدولي الوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، ووزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية ووزير المالية كريم جودي. وتهدف زيارة زيدان إلى الجزائر لدعم العلاقات التي شهدت برودة بين البلدين منذ اندلاع الثورة الليبية ضد القذافي، ودراسة أفق التعاون الأمني والاقتصادي بين الجزائر وليبيا، ويرافق الوزير الأول الليبي وفدا هاما من وزراء في مختلف القطاعات. وتعتبر زيارة الوزير الأول الليبي علي زيدان الثانية لمسؤول ليبي بهذا المستوى للجزائر بعد سقوط نظام معمر القذافي، وكان الرئيس السابق للمجلس الانتقالي الليبي قد زار الجزائر شهر أفريل/ نيسان الماضي، التي أذابت الجليد الذي ميّز العلاقات بين البلدين منذ قيام الثورة الليبية بسبب مواقف الجزائر. ومن بين النتائج التي خرجت بها زيارة عبد الجليل التنسيق الأمني على الحدود المشتركة التي تمتد على مساحة ألف وخمسمائة كيلومتر، من أجل الحد من تدفق السلاح الليبي نحو الجزائر وتحرك الجماعات الجهادية، وينتظر أن يطغى الملف الأمني على المحادثات خلال زيارة علي زيدان بعد تدهور الأوضاع في شمال مالي التي تحد البلدين من الجنوب، بسبب تدفق الأسلحة وتهريبها نحو الساحل الإفريقي. ويشكل قضية مصير عائلة القذافي التي استقبلتها الجزائر أهم نقاط الخلاف بين السلطات في البلدين ففي الوقت الذي تؤكّد ليبيا على ضرورة تسلمهم لمحاكمتهم تؤكد الحكومة الجزائرية أنَّها استقبلتهم لدواعٍ إنسانية وأنهم ممنوعون من ممارسة السياسة أو التدخل في الشأن الداخلي لبلادهم. وربط محللون سياسيون، تواجد رئيس جهاز المخابرات الليبية خلال الاجتماع التحضيري للزيارة باتفاق جزائري ليبي لترحيل عائلة القذافي المقيمة بالجزائر لدواعي إنسانية منذ آب/ أغسطس 2011، حيث قد تحدثت مصادر أجنبية سابقًا عن مغادرة نجلة العقيد الليبي عائشة القذافي الجزائر قبل أن ينفى المعلومات ذاتها محامي العائلة في تصريحات إعلامية.