يواصل مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة والذي يختتم فعالياته غدًا، طرحه لعدد من الأعمال المسرحية المتنافسة على الجوائز والتي كان أبرزها العرض المسرحي "امرأة من ورق" من إخراج صونيا واقتباس مراد سنوسي وإنتاج مشترك بين المسرح الوطني بالجزائر والمسرح الجهوي بمدينة عنابة . وقالت صونيا مخرجة " امرأة من ورق ": إن فكرة العمل جاءت لتوثق فترة حرب العشرية السوداء بالجزائر، تلك الفترة الحاسمة التي عاشها الجزائريون في فترة التسعينيات وعرفت أيامًا عصيبة بدخول عهد الإرهاب الذي أكل الأخضر واليابس. وقالت صونيا قبل شروعها في خوض تجربة إخراج هذا العمل فإنه كان من المفترض أن تكون بطلة العرض إلا أن بعدها عن الساحة التمثيلية لفترة قربت من الأربع سنوات دفعها إلى خوض هذه الرؤية والتجربة الإخراجية الجديدة. وأكدت صونيا أن طريقتها الإخراجية للعمل بسيطة جدًا تعتمد بشكل كبير على العمل الجماعي الذي تعتبره أحد أهم عوامل نجاح العمل لاسيما أنها تحرص بشكل دائم على الاستعانة بفريق عمل متكامل من ممثلين ومؤلفي نصوص وموسيقى وسينوغرافيا وما إلى غير ذلك، مشيرة أنها تضع الإطار العام للعمل ورؤيتها الإخراجية بشكل عام وتترك مساحة كبيرة لفريق عملها في الاجتهاد وإظهار ما لديه من طاقات كامنة بكل حرية خاصة أن فريق العمل هو من يمكن المخرج من القدرة على الإبداع . وردًا عن سؤال حول كثرة تعرّض المسرح الجزائري لهذه الفترة قالت صونيا: إنه لا يمكن للمؤلف او المخرج التعرّض لأي من الفترات التي تعيشها البلاد إلا بعد مرور فترة كافية عليها واستيعابها من جانب الفنانين الذين يوكل إليهم فيما بعد تجسيد هذه المعايشة التي عايشوها وأن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا بعد مرور فترة كافية يستطيع من خلالها الفنان استيعاب كافة المجريات ومن ثم التعرّض لكتابتها وإخراجها بكل ارتياح وموضوعية. من جانبه قال مراد سنوسي مقتبس العمل: إن فكرة "امرأة من ورق" انطقلت من فترة مهمة جدًا في تاريخ الجزائر وهي العشرية السوداء والضربات التي تلقاها المجتمع من الإرهاب وأن إراد التأكيد بأن النسيان قد يكون أكثر تدميرًا من الإرهاب، مشيرًا إن من واجبهم كمثقفين وفنانين أن يتعرّضوا لهذه الفترة العصيبة في حياة الجزائر وتوثيقها وأن المسرح قادر على إحداث هذا التوثيق .