تجوب مسرحية "الفستان الأبيض" المقتبسة عن رواية "البذلة البيضاء"، للأديب راي برادبوري ولايات الغرب الجزائري، تلمسان وسيدي بلعباس ووهران ابتداء من 22 كانون الأول/ ديسمبر الجاري بعدما حطت قبل يومين بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي . واختار مخرج هذا العمل الجديد الممثل عبد الكريم بربير في أول تجربة إخراجية له "تأنيث" القصة التي كان أبطال نصها الأصلي الذي سبق و أن قدمه المسرح الوطني أربع شبان في تنافس على البذلة البيضاء بينما يقدم العمل الجديد أربع فتيات يحلمن بفستان الأبيض. وصرح عبد الكريم بريبر عن اختياره نص سبق و أن قدم من قبل كبار المسرح من أمثال بن قطاف و فلاق و الراحل سيساني أنه أحب هذه المسرحية من أول عرض لها و هو صغير و تمنى أن يعيد تقديمها في يوم ما و هذا ما تحقق. و قد أضفى المخرج على النص الذي أعاد كتابته ياسين زايدي عن  محمد بن قطاف الروح الكوميدية على المسرحية من خلال أربع فتيات يمثلن نماذج مختلفة للمجتمع يحاولن الخروج من دائرة التهميش والأوضاع المزرية بتغيير شكلهن الخارجي.تتفق الفتيات على الاشتراك في شراء فستان أبيض أنيق و التناوب على ارتدائه لتغيير نظرة المجتمع لهن. واحتفظ المخرج بموضوع النص العالمي الذي فضح فيه صاحبه النظرة السطحية للمجتمع الذي يقيم الناس بناءا على المظهر و ليس الجوهر و صرح في هذا الخصوص قائلا " أردت من خلال تغيير الأبطال إلى فتيات تأكيد أن وضعية المرأة في المجتمع لا تختلف عن وضعية الرجل حيث أنها تعاني مثله من تلك النظرة المجحفة لحقها ومكانتها". ويؤكد المخرج انه حاول تقديم صورة صادقة و جريئة عن الوضع الذي تعيشه بعض النساء في المجتمع الجزائري من خلال حالات فتيات مهشمات بدون مأوى و لا عمل معرضات لنفس الآفات التي يعاني منها الرجل.