يعيش سكان قرية الشكشاك الحدودية، بوادي سوف، مشاكل عويصة أثرت بشكل كبير على حياتهم اليومية التي تحولت - حسبهم - إلى جحيم حقيقي بسبب قلة الإهتمام بهم من قبل السلطات الولائية التي لم تكلف نفسها عناء منحهم امتيازات خاصة، كونهم يقطنون في أقصى الصحراء الشرقية في الحدود المتاخمة لدولة تونس الشقيقة وحياتهم بدائية للغاية، ويمتهن غالبية سكانها الرعي والفلاحة التي تشكل نشاطهم الرئيسي، لهذا تجدهم يكابدون من أجل مضاعفة منتوجهم الزراعي لضمان رزقهم اليومي. نطقة الشكشاك تعتبر من أخصب الأراضي بوادي سوف، وتعد أيضًا مصدرًا رئيسيا لإنتاج الحبوب بالجنوب إجمالاً، فهي تدر سنويًا عشرات المئات من قناطير الحبوب رغم الإمكانيات المتواضعة للفلاحين الذين يستعملون طرقهم الخاصة في الزراعة. ومن سنة لأخرى يزداد المنتوج وباتوا هذه السنة يراهنون على إنتاج 100 قنطار في الهكتار الواحد. هذا الواقع الميداني لأرض هذه الجهة الفلاحية يعكسه الواقع المر لفلاحي الشكشاك، الذين تحدث بعضهم لـ”الفجر” بكل مرارة عن حياة قاسية يصارعونها وسط غياب دعم الدولة. ونقل هؤلاء الفلاحين صورا عديدة لمعاناتهم التي يأتي في طليعتها الوضعية المتدهورة للطريق المؤدي لهذه المنطقة الفلاحية الخصبة والنادرة في الجزائر بشهادة لجان خليجية عاينت تربتها عام 2006، فالطريق عبارة عن مسلك فلاحي به حفر كبيرة يقطعه واد دائم الجريان، تتوقف الحركة به تماما عند تساقط الأمطار وتصبح المنطقة في عزلة حقيقية. لهذا طالب الفلاحون يإصلاحه وتأمينه من الفيضانات. كما يشتكي الفلاحون من عدم ربطهم بالكهرباء الفلاحية، فالمشروع الوحيد الذي أقامته الولاية يتمثل في 12كلم منحت في عهد الوالي الأسبق، وعدا هذا لم تستفد المنطقة من هذه المادة الضرورية بتاتا، الأمر الذي اضطرهم إلى تشغيل المحركات بالمازوت، وهو الآخر تعد عملية الحصول عليه غير يسيرة، حيث يتنقـل الفلاحون 80 كلم إلى قرية الدويلات التي بها محطة توزيع للمواد الطاقوية، أين يصطفون في طابور طويل بشكل يومي طيلة النهار بعد استصدارهم لترخيص من قبل مصالح بلدية بن قشة، تدوم صلاحيته ثلاثة ساعات فقط، التي تبعد عنهم حوالي 140كلم ذهابًا وإيابًا.