المنتجات الصينية

يتساءل كثيرون عن مصير العلاقات التجارية مع دولة الصين، في ظل انتشار فيروس كورونا، وخاصة أن غالبية المنتجات في أسواقنا قادمة من هذا البلد. فهل ستتأثر الأسواق الجزائرية، وهل ستغلق محلات بيع المنتجات الصينية أبوابها؟ وهل يؤثر انتشار فيروس كورونا على أسعار البترول، ما يعمق أزمة الجزائر المالية ؟

جولة في بعض شوارع العاصمة، لسؤال المواطنين حول تخوفاتهم من فيروس كورونا، بعيدا عن التفكير في انتقال العدوى والمرض، فأجاب الأغلبية، بأن كورونا سيقضي على المنتجات الصينية في الجزائر. وحسبهم، سيتخوف التجار الجزائريون من التنقل إلى الصين لتأمين منتجاتهم سواء كانت ألبسة أو أحذية أو أواني منزلية وأجهزة الكترونية وهواتف نقالة، وكثير من المنتجات الصينية التي أغرقت أسواقنا السنوات الأخيرة، وذلك تخوفا من جلب العدوى.

في وقت لمسنا بعض الارتياح وعدم التخوف لدى تجار تحدثنا معهم، “محمد”، تاجر قطع غيار بالقبة، أكد لنا بأنه عاد مؤخرا من الصين، في عز أزمة انتشار فيروس كورونا بهذا البلد، حيث قال “أنا أذهب إلى الصين، قرابة الثلاث مرات في السنة وأحيانا أكثر، وآخر مرة قصدت الشركة التي تؤمن لي قطع الغيار، كان في عز انتشار فيروس كورونا، وأمّنتُ الطلبية وعدت بسلام”.

وحسب محدثنا، الحياة عادية جدا في العاصمة بيكين، ومؤكدا بأن تجارته تسير بوتيرة عادية، وحتى مورّديه الصينيون يشتغلون بطريقة عادية في بلدهم. والتخوف الوحيد، حسب محمد “هو أن ينتشر الفيروس في أكثر من مدينة صينية”.

ويفسر خبراء الاقتصاد، أسباب عدم تضرّر التجارة الخارجية مع الصين في ظل انتشار فيروس كورونا، فهو عائد إلى استعمال الرقمية في معظم التبادلات التجارية.

وفي هذا الصدد، يؤكد الخبير الدولي لدى الأمم المتحدة في الاقتصاد والتنمية، عبد المالك سراي لـ”الشروق”، بأن انتشار فيروس كورونا قد يؤثر على بعض النشاطات التجارية الصغيرة التي تعتمد على الأيادي البشرية، على غرار الزراعة مثلا، ويوضح “المزارعون يتعاملون مباشرة وباللّمس مع ما ينتجونه، وهو ما قد ينقل العدوى، ولذلك سيتجنب التجار في الجزائر اقتناء مثل هذه المنتجات الزراعية”، ولكن بقية النشاطات والتي تعتمد في صناعتها على “الروبوتات والآلات، فستدخل الجزائر وبطريقة عادية، ولا خوف منها”.

كما يؤكد محدثنا، أن غالبية التعاملات المالية بين التجار الجزائريين والصينيين تتم عن طريق شبكة الإنترنت أو الرقمية، بسبب بُعد المكان، وهو ما سيُبقي على هذه التجارة قائمة حتى في عز فيروس كورونا.

وبخصوص أسعار البترول، يؤكد سراي، بأن الصين تعتبر أكبر مستهلك للغاز وللبترول في العالم، وفي حال تضرر الاقتصاد الصيني، فحتما سينعكس الأمر سلبا على الاقتصاد الجزائري، والذي تعتمد خزينته كلية على أسعار البترول، المتهاوية أصلا في السوق الدولية منذ مدة.

 
ولكن، ما يجعلنا متفائلين قليلا، يضيف سراي “أن الدّول باتت تلجأ لإستراتيجية جديدة ومفهوم عالمي، أساسه التضامن الاقتصادي العالمي، حيث يكون هنالك تقارب بين المستوردين والمصدرين وتفاهم، يحمي الأسعار العالمية من التأثر بالأزمات المختلفة”.

قد يهمك ايضــــاً

إنتاج نفط أوبك في تموز سجل أعلى مستوى لعام 2017

تراجع إنتاج نفط أوبك 70 ألف برميل يومياً